مستنكرا التجرؤ على الفتوى.. "رمضان": بمجرد تفعيل حسابه على وسائل التواصل صار عالما وسياسيا وطبيبا ومصلحا اجتماعيا

  • 34
الفتح - د. علاء رمضان

حذر الدكتور علاء رمضان، الباحث في الشؤون السياسية والقضايا الفكرية، من التجرؤ على الفتوى، واصفا من يتسرعون في الفتوى بأنهم حمقى، مشيرا إلى أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يتورعون عن الفتوى.

واستشهد رمضان في منشور له عبر "فيس بوك" بما رواره ابن جرير وتبعه ابن كثير، قائلا: عند تفسير قوله تعالى (وما أنزل على الملكين ببابل) من قصة عجيبه وجوّد إسنادها، يرويها هشام بن عروة عن أييه عن عائشة، وخلاصتها أن امرأة وقعت في شيء من السحر وأتت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تسأل عنه لتكفر عن ذنبها العظيم؛ "قَالَتْ عَائِشَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، لعُرْوَة: يَا ابْنَ أُخْتِي، فَرَأَيْتُهَا تَبْكِي حِينَ لَمْ تَجِدْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَيَشْفِيهَا كَانَتْ تَبْكِي حَتَّى إِنِّي لَأَرْحَمُهَا، وَتَقُولُ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ هَلَكْتُ".

وتابع رمضان: وفي رواية لابن أبي حاتم زاد فيها "فَسَأَلْت أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَدَاثَةَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ مُتَوَافِرُونَ، فَمَا دَرَوا مَا يَقُولُونَ لَهَا، وَكُلُّهُمْ هَابَ وَخَافَ أَنْ يُفْتِيَهَا بِمَا لَا يَعْلَمُهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ قَالَ لَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ -أَوْ بَعْضُ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ-: لَوْ كَانَ أَبَوَاكِ حَيَّيْنِ أَوْ أَحَدُهُمَا [لَكَانَ يَكْفِيَانِكِ] ..."

قَالَ هِشَامٌ: فَلَوْ جَاءَتْنَا أَفْتَيْنَاهَا بِالضَّمَانِ : قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ:وَكَانَ هِشَامٌ يَقُولُ: لَوْ جَاءَتْنَا مِثْلُهَا الْيَوْمَ لَوَجَدَتْ نَوْكَى أَهْلَ حُمْقٍ وَتَكَلُّفٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ).

وأوضح رمضان أن النوكى: جمع أنوك وهو الأحمق، مردفا القول: فانظر إلى ورع الصحابة رضي الله عنهم عن الفتوى !! ، وإذا كان الإمام هشام بن عروة يقول هذا عن أهل زمانه، وأنهم كانوا يتسرعون في الفتوى لو جاءتهم هذه المرأة !! فما بالك بزماننا.

واختتم رمضان قائلا: الواحد بمجرد تفعيل حسابه على وسائل التواصل، صار عالما وسياسيا، وطبيبا، ومصلحا اجتماعيا !