الوكالة الفلسطينية الرسمية ترصد التحريض والعنصرية من الإعلام الإسرائيلي

  • 35
الفتح - الاحتلال

رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية في الفترة بين 6 نوفمبر الجاري، وحتى الـ12 منه، وتقدم "وفا" في تقريرها الـ(281) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي المرئي، والمكتوب، والمسموع، وبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيلي.

ويرصد التقرير مقالات تتعلق بنتائج الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، وأخرى غيرها تتعلق بالمستوطنين في الضفة الغربية. وفي هذا السياق نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" خبرا عن ارتفاع طلبات شراء المسدسات عند النساء في مستوطنات الضفة الغربية.

وأشارت الصحيفة إلى "ارتفاع عدد النساء المنضمات إلى ورش إطلاق النار في كريات أربع. النساء يقمن بالتدرب ورفع قدراتهن على التعامل مع حالات الخطر والطوارئ".

وأضافت الصحيفة أن مستوطنة "كريات أربع" تنظم دورات للنساء في استخدام السلاح، إذ تتدرب المجموعة المكونة من 12 امرأة على إطلاق النار شهريًا، ومن بين العضوات في المجموعة إيلا بن غفير، زوجة عضو "الكنيست" المتطرف ايتمار بن غفير، وامرأة تبلغ من العمر 69 عامًا و"هي أمهر قناصة في المجموعة".

ومنحت صحيفة "يسرائيل هيوم" مساحة للمتطرف ايتمار بن غفير لفرض مواقفه بطريقة أوسع وأوضح، وقال في مقالة نشرتها الصحيفة: "إسرائيل فقدت السيادة على النقب والجليل والقدس"، ويدعي أنّ الفتيات في النقب يتعرضن للتحرش. ويوضح جملة واحدة: جئت لأخدم اليهود، وسأساعد العرب للتخلص من العنف الذي يهدد اليهود".

ويرسخ بن غفير الاستعلائية اليهودية، بالقول: "لا يغركم! سنعمل على تشكيل حكومة يمينية قومية، حكومة تعيد الأمن إلى الشوارع، تعيد السيادة إلى النقب والجليل، وترفع رأسها ولا تطأطئ الرأس خجلا أمام التهديدات الراغبة في قتلنا".

ويتابع: "هويتنا اليهودية، ليست متعلقة بالقطاعات المختلفة في الدولة وليست سياسية، هي حجر أساس وجودنا والهواء الذي نتنفسه. وهنا، في الدولة التي اسسناها ابتعدنا عن قلبنا النابض الذي يوحدنا- القلب اليهودي. الربط مجددًا مع هذا القلب لا يتم بالفرض لكن هنالك مجالا للتعارف المجدد، لإنعاش الذاكرة، لتقريب القلوب وتذكر التراث اليهودي".

وفي صحيفة "معاريف"، رصد التقرير مقالا لكلمان ليبسكيند يحرض فيه على المجتمع العربي ويتهمه بالتزوير والتزييف في الانتخابات، علمًا أنّ الشرطة حققت بالموضوع وصدر بيان رسمي عن لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية نفى كل هذه الادعاءات. وحتى الشهادات التي عرضها في مقاله لا تؤكد حدوث تزييف بقدر ما تؤكد عدائية لأشخاص يفرضون أنّ المجتمع العربي فاسد ويصلون للرقابة عليه.

يقول الكاتب: "منذ أن تم تطبيق مبادرة كلايزر (توظيف مراقبين على الانتخابات في الوسط العربي)، وتواجد بكل صندوق في المجتمع العربي شخص ذو مهام وظيفية ليس من المنطقة، لمس انخفاض على القدرة على التزييف ولم تعد امكانية الاتفاق على توزيع الاصوات التي لم تصل الصناديق على الاحزاب المختلفة، وتم الغاء امكانية ادخال المصوتين للتصويت أكثر من مرة للمرشحين والمقربين من العائلة".

وادعى "سمعت قصصا عن أعمال عنف، تهديدات وتوبيخات والشعور بالخوف الذي رافق العديد من أعضاء لجان الصناديق اليهود والذين عملوا على الصناديق في التجمعات العربية والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من دولة اسرائيل".

وأضاف: "في الماضي كان وضع الانتخابات في المجتمع العربي يتمثل في التزييفات الكثيرة واليوم وفي اعقاب مبادرة "طهارة الانتخابات" باتت محاولات التزييف قليلة، لكن هذا لا يكفي لقياس النجاح، الحقيقة أن اعضاء لجان الصناديق يُرسلون الى التجمعات العربية ويقومون بعملهم بتعيينات من الدولة، يواجهون العنف والتهديدات والتوبيخات ومحاولات خرق قوانين الانتخابات، هذا واقع لا يمكن تحمله وفي وقت لاحق تجب المحاسبة عليه".

وفي مقال حول مصادقة لجنة الأمم المتحدة على الحصول على استشارة من محكمة لاهاي، نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" مقالا هاجمت فيه القرار والأمم المتحدة، والتوجه الفلسطيني والدبلوماسية الفلسطينية، واتهمتها "بتدمير أي أمل في الوصول إلى تسوية سياسية، لأن هذه القرارات ليس الغرض منها تعزيز السلام أو تشجيع التوصل إلى حل سلمي، بل شيطنة إسرائيل".

وتابعت: "هذه محاولة أخرى لتشويه التاريخ ومحو الصلة بين الشعب اليهودي وأرضه".

وخلال شهر اكتوبر الماضي، تم رصد 71 مقالا وتقريرًا من جميع الوسائل الإعلامية تحمل خطابًا محرّضًا و/أو عنصريًا تجاه الشعب الفلسطيني، داخل أراضي العام 48 والضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك ضد قياداته السياسيّة.

وشهد شهر أكتوبر بعض التطورات الرئيسية، ومنها عدوان جيش الاحتلال في شعفاط ونابلس وجنين. ولاقت هذه الأحداث تفاعلا وأصداءً كبيرة ضمن التحريض، إلا أنّ الأبرز في التحريض كان الأخبار المتعلقة بالانتخابات الإسرائيلية، حيث شهد هذا الشهر أوج التحضيرات للحملة الانتخابية التي ارتكزت في صفوف اليمين على التحريض ضد الفلسطينيين، وعلى بث حالة رعب أمنية.

ضحيّة التحريض، بحسب المقالات والتقارير التي تمّ رصدها هي: مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، والقيادة الفلسطينيّة، والأسرى الفلسطينيين، وفلسطينيو الـ48، والقيادة السياسية لفلسطينيي 48، واللاجئون، وقنوات اخبارية فلسطينية وعربية، وحركة المقاطعة الفلسطينيّة، فلسطينيون من أهالي القدس، ومؤسسات ثقافيّة فلسطينيّة داخل أراضي الـ48، وشخصيّات فلسطينية محددة (مع ذكر أسماء)، والرئيس محمود عبّاس، والمجتمع الفلسطيني كوحدة واحدة.

وبقياس تنوع وسائل الإعلام، بلغت نسبة التحريض في شهر تشرين أول الـ8% عبر صفحات "فيسبوك"، وفي الصحف، بلغت اعلى نسبة تحريض 7% في صحيفة "يديعوت احرونوت"، و4% في القناة الـ7، ضمن وسائل الإعلام المتلفزة، و1% في الانستغرام الذي استخدم بشكل مكثف للصور مع كتابات أقل.


يشار إلى أنه في الشهر الحالي رُصد مقال واحد في "هآرتس" يحمل تحريضًا، علمًا أنّها أول مرة لهذا العام يُسجل في "هآرتس" مقال تحريضي.