"البرتاوي": هناك أجندات هدفها اختراق المجتمع الإسلامي وإغراقه في الشهوات المخالفة للفطرة عبر كرة القدم

  • 53
الفتح - كأس العالم

قال محمود عبد الحفيظ البرتاوي الكاتب والداعية الإسلامي، إن كرة القدم لم تعد  مجرد رياضة أو لهوًا مجردًا غير محفوف بالشُّبُهات، والمخاطر البدنية والنفسية والعقدية، وإنما أصبحت صناعة تَعبَث بالعقول والأفهام، وتمرر من خلالها كثير مِن الموروثات والأفكار المخالفة لعقائد الأمم والشعوب؛ فصارت تستهدف احتواء الجماهير مِن شَتَّى الشعوب والبلدان، وتعمل على تحفيزها وشحنها، وتخديرها، وفرض ثقافات مغايرة لما نشأت وترعرعت عليه. 

وأكد الداعية في مقال له نشرته الفتح، أن هناك أجندات إستراتيجية يُعمَل على تنفيذها بكلِّ قوة؛ لاختراق كافة شرائح المجتمع الإسلامي في كافة بلدان العالم، والعمل على تغيير ثوابته ومعتقداته، أو -على الأقل- زعزعتها مرحليًّا، وإغراق المجتمعات الإسلامية في براثن الشهوات والممارسات الجنسية المخالفة للفطرة الإنسانية التي فَطَر الله الناس عليها، حتى صار الآن مَن يرتدي عَلَم المثليين، ويرفع شعار: "مجتمع الميم!" هو صاحب رسالة للمجتمع الغربي أنه مواطن متحضر، ومَن يرفض دعم المثلية يصبح شخصًا جاهلًا منحرفًا يُشَنَّع عليه ويُهَاجَم أشد المهاجمة!

وأشار إلى ما واجهه اللاعب "إدريسا غانا غاي"، لاعب كرة القدم السنغالي المسلم الذي تخلَّف عن مباراة فريقه باريس سان جيرمان أمام مونبلييه، ورفض ارتداء قميص يحمل ألوان عَلَم المثلية الجنسية، والذي يسمَّى: "علم الرينبو" أو "علم قوس قزح"؛ لأنه بحكم كونه مسلمًا لا يجوز له دعم المثلية والشذوذ الجنسي الذي يخالف أحكام الإسلام؛ فتم استجوابه على عدم مشاركته في مباراة "جولة دعم المثلية"، وخرجت صحف عالمية مؤيدة للمثليين تعلِّق على سلوك هذا اللاعب؛ وتصفه بالمشين، وطالبوه بتقديم اعتذار رسمي!، وفي المقابل: احتفت الصحف الإنجليزية والعالمية باللاعب "جيك دانيلز" أول لاعب كرة قدم بريطاني يفصح عن مثليته!

وأوضح أن مما يجهله الكثيرون: أن الاتحاد الدولي لكرة القدم اشترط على البلدان الراغبة في تنظيم نهائيات كأس العالم أن تضمن للجماهير التي ستحضر لمتابعة المونديال الحماية من كافة أنواع التمييز، بما في ذلك التمييز القائم على الميول الجنسية المحرمة للأفراد، وعدم انتقاد حرية المثلية الجنسية المخالفة للفطرة والعقيدة، والممارسات الجنسية بكلِّ صورها وأشكالها بأي صورة من الصور!

وشدد على أن الخطر البالغ والعظيم في ذلك يتمثَّل في: اتساع رقعة المتابعين والمشاهدين لمثل هذه المباريات، التي صار يشاهدها الكبار والصغار، والشباب والفتيات، وصارت تقتحم البيوت على أصحابها، ولو لم ينل هؤلاء إلا تهوين هذه المعتقدات والممارسات المحرمة المشبوهة في نفوس المسلمين وتعاطفهم مع هؤلاء المنحرفين عن شريعة الله سبحانه وتعالى وعن الفطرة؛ لكان ذلك نصرًا كبيرًا لهم.

وتابع: "ولا شك أن كلَّ هذا يمثِّل جرس إنذار ونذير خطر لكلِّ العقلاء أن يفيقوا من غفلتهم، وأن ينتبهوا إلى أسرهم وأبنائهم، وأن يحذروا من الدعاوى الخادعة والكاذبة التي تمرر من خلالها المفاهيم والأفكار المنحرفة التي يسيطر ويستبيح بها هؤلاء عقولَ المتابعين لهم".