داعية يوضح نماذجُ من القرآن والسُنَّة لرعاية الله للصالحين

  • 30
الفتح - القرآن الكريم

أشار محمد سعيد الشحات الكاتب والداعية الإسلامي، إلى أنه روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (بَيْنَما رَجُلٌ بفَلاةٍ مِنَ الأرْضِ، فَسَمِعَ صَوتًا في سَحابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، فَتَنَحَّى ذلكَ السَّحابُ، فأفْرَغَ ماءَهُ في حَرَّةٍ، فإذا شَرْجَةٌ مِن تِلكَ الشِّراجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذلكَ الماءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الماءَ، فإذا رَجُلٌ قائِمٌ في حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الماءَ بمِسْحاتِهِ، فقالَ له: يا عَبْدَ اللهِ، ما اسْمُكَ؟ قالَ: فُلانٌ، لِلاِسْمِ الذي سَمِعَ في السَّحابَةِ، فقالَ له: يا عَبْدَ اللهِ، لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فقالَ: إنِّي سَمِعْتُ صَوتًا في السَّحابِ الذي هذا ماؤُهُ يقولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، لاِسْمِكَ، فَما تَصْنَعُ فيها؟ قالَ: أمَا إذْ قُلْتَ هذا، فإنِّي أنْظُرُ إلى ما يَخْرُجُ مِنْها، فأتَصَدَّقُ بثُلُثِهِ، وآكُلُ أنا وعِيالِي ثُلُثًا، وأَرُدُّ فيها ثُلُثَهُ).

وأكد الشحات في مقال له نشرته الفتح، أن للحديث فوائد وعبر وعلى رأسها بيان رعاية الله وحفظه للصالحين، لافتًا إلى نماذجُ كثيرة في القرآن والسُنَّة تُظهِرُ كيف غيَّرَ اللهُ للصالحين نَوَامِيس الكَون، منها:

- هاجرُ أمُّ إسماعيلَ وقصةُ بئر زمزم.

- مريمُ وتَوَفُّرُ الرزق في محرابها.

- جريجُ العابدِ وإنطاقُ اللهِ لرضيع المرأةِ البَغِيِّ، فهذا الرجل الذي سخَّرَ الله له السَّحاب والمطر لحديقتِهِ؛ بسبب صلاحِهِ واستقامته، يَصدُقُ فيه قولُ الله -تعالى-: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) (الطلاق: 2-3).

- ومِن أصول عقيدة أهل السُنَّة والجماعة: إثباتُ كرامات الأولياء، والكرامة: هي شيءٌ خارقٌ للعادة يُجريه اللهُ لأوليائه المؤمنين أو على أيديهم؛ إكرامًا لهم وإظهارًا لفضلهم.