احتجاجات في أوروبا تنديدًا بدعم أوكرانيا وتردي الوضع الاقتصادي

ألمانيا وإيطاليا تعلقان المساعدات.. وبريطانيا تلوح بالجيش لمواجهة الاضطرابات

  • 42
الفتح - احتجاجات في أوروبا

 تشتعل التظاهرات بدول أوروبا الداعم الأول لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة الأمريكية بالسلاح والمال وليس التصريحات فقط، تنديًدا بالدعم الأوروبي لكييف في ظل ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم والركود الاقتصادي والذي كان أحد أسبابه الرئيسية ارتفاع أسعار الطاقة والقمح والغذاء بسبب الحرب.

وبجانب التظاهرات، تشهد أوروبا العديد من الاحتجاجات والإضرابات في قطاعات أساسية مثل الصحة والنقل والسكك الحديدية، وطالب المحتجون في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ورومانيا وبولندا والتشيك واليونان حكوماتهم بوقف دعم أوكرانيا وتقديم الدعم للمواطننين لمواجهة الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن البريطانيين يتناولون طعام حيواناتهم الأليفة؛ نتيجة الفقر الشديد الذي يعانون منه وعدم قدرتهم على شراء الأطعمة الأساسية.

وحذرت منظمة خيرية من أن البريطانيين باتوا يتناولون طعام حيواناتهم الأليفة بسب رخص سعرها عن طعام البشر، ليس ذلك فحسب بل صاروا يعتمدون على أضواء الشموع في إنضاج وجباتهم كنوع من مكافحة غلاء المعيشة والتغلب على أزمة الطاقة، كما أن فرنسا تعاني من نقص حاد في الكهرباء مما اضطرها لإغلاق الكهرباء المبكر في كافة المؤسسات الحكومية والخاصة.

وتواجه ألمانيا أزمة حادة في نقص الغاز الطبيعي بعد المنع الروسي ما دعا الرئيس الألماني للقيام بجولة في الخليج والاتفاق على الانتفاع بالغاز القطري، ورغم أن الأزمة تتواصل في دول أوروبا بعد دعم كييف والضغط على روسيا بوضع سقف سعري للنفط الروسي عند 60 دولار، رغم آثاره السلبية المتوقعة على شركات الطاقة والشحن في أوروبا نفسها.

وفي هذا السياق، قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الحرب الروسية الأوكرانية تورط فيها الجميع دون استعداد، بداية من روسيا التي تأثرت اقتصاديًا بالحرب، موضحًا أن موسكو لها أسبابها المفهومة لتشن حرب واسعة على كييف وهو أن أمنها القومي مهدد، ولكن أوروبا موقفها غير مفهوم أو مبرر بسبب النتائج الاقتصادية السلبية على دول أوروبا بسبب دعمها لأوكرانيا.

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات لـ"الفتح"، أن الموقف الأوروبي غير حكيم، وأن روسيا تشهد خسائر كبيرة تهدد أمنها الاقتصادي والغذائي، وأن المواطن الأوروبي يصعب عليه أمواله التي تُدر لكييف في الوقت الذي يواجه فيه الأوروبيين أوضاع اقتصادية صعبة وأسعار مرتفعة وزيادة وتيرة التضخم وبالتالي فهو مجال للاحتجاج من مواطن يرى حكومته تدعم دولة أخرى بأموال بلاده ولا تدعمه.

وأشار بيومي إلى أن الأوروبيين يرون أن الملف الأجنبي يدار إدارة غير سليمة من حكوماتهم والاقتصاد الأوروبي يتراجع وينكمش لدرجة أن ألمانيا وهي الدولة الأوروبية الأقوى اقتصاديًا ينمو اقتصادها بالسالب، مشددًا على أن أوروبا تورطت خلف القرار الأمريكي، مبررًا موقف زعماء أوروبا بأن الأمن القومي قد يعلو على الأمن الغذائي في بعض الأوقات، لافتًا إلى أن الموقف الحالي يثبت أن حكومات أوروبا أخطأت في تقدير الموقف، مضيفًا أن هناك نوايا للتراجع تظهر في إعلان إيطاليا وبريطانيا وقف الدعم المالي ولكن لا يعلم أحد حقيقة هذا الإعلان وشكل هذا التراجع. 

أما السفير أحمد القويسني مساعد وزير الخارجية الأسبق، فقال إن الحظر الروسي للطاقة على دول أوروبا بالإضافة لمستويات التضخم وارتفاع الأسعار، دفعها لاتخاذ إجراءات تقشف قاسية لم تمارسه منذ سنوات، لافتًا إلى قطع فرنسا التيار الكهربائي لبعض الفترات عن بعض الأماكن وتحديد حد للمكيفات في المؤسسات الحكومية بالإضافة إلى أزمة الطاقة في ألمانيا وإيطاليا وهي التي أثرت على المصانع والصناعة بشكل عام.

ونوه الدبلوماسي السابق في تصريحات لـ"الفتح"، بأنه لا يمكن تعويض واردات الغاز الروسي من أي مصدر أخر للعالم ولذا ستظل أوروبا في حاجة للغاز الروسي، مضيفًا أنه رغم شراسة واتساع جرأة العقوبات إلا أن الطرف الروسي استطاع بذكاء استغلال العقوبات وتحويلها لمكاسب، 

ولفت إلى أن أوروبا ستشهد شتاء لم تشهده من قبل وسيزيد التضخم والبطالة والمشهد يشير لاحتجاجات أقوى من التظاهرات الحالية ان لم تتحرك أوروبا.

وأكد القويسني أن تصاعد الاعتراضات الشعبية في أوروبا على دعم كييف في ظل المعاناة الاقتصادية وارتفاع أسعار الطاقة أثر على التضخم في بعض الدول مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وغيرهم وهو ما سيحد من قدرة الحكومات على دعم كييف.


الابلاغ عن خطأ