كيف يواجه الناس الأزمة الاقتصادية الحالية؟.. كاتب يجيب

  • 63
الأزمة الاقتصادية

قال المهندس سامح بسيوني، إنه في ظل هذه الأزمة الإقتصادية الخانقة والأوضاع الاجتماعية الضاغطة يحتاج العبد المسلم أن يفكر بطريقة إيمانية إيجابية ترفع عنه المسئولية الشخصية أمام رب البرية، وتحقق له الإعانة الإلهية في مواجهة هذه الضغوطات المتتالية، وتشعره بالرضا وتساعده في تحقيق الراحة النفسية اللازمة للاستمرارية في الحياة بإيجابية.

وأوضح بسيوني في منشور له عبر فيس بوك، عدة أمور يحتاجها المسلم لمواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة والأوضاع الاجتماعية الضاغطة وكذلك بعض الإيجابيات في نلك الأزمة كالآتي:

1- يحتاج المسلم أن يتذكر دائما أن الدنيا مهما طالت قصيرة بالنسبة للأخرة، وأنها دار إختبار وامتحان كما قال تعالى: ﴿ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ..﴾، وأنها دار لا تستقر على حال؛ فيرفع الله فيها أقواما ويضع آخرين، ويُغنى أقواما وَيُفقر آخرين، وَيُعز أقواما ويُذل آخرين، وَيُميت أقواما وَيُحيي آخرين فـ ﴿ كل يوم هو في شأن﴾ سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء كيفما يشاء،  والمؤمن له دائما فيها -مع تبدل أحوالها- حال مختلف كما أخبر النبي ﷺ: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له"، فالمؤمن يعلم أن الله عزوجل له القدرة البالغة والحكمة التامة –علمها من علمها و جهلها من جهلها –، منها ما يكون من تمحيص ما في قلوب المؤمنين، واستخراج أنواع من العبوديات يحبها الله تعالى كالتوبة والإنابة والصبر والرضا والتوكل والاستعانة والافتقار لله عز وجل، ومنها ما يكون من تكفيرٍ للسيئات ورفع للدرجاتٍ وإظهارٍ لما في مكنونات النفوس من خيرات حقيقية وحبٍ لنفع الأخرين في الدنيا سعيا للجزاء الأوفى من الله عزوجل في الأخرة. 

2- من مظاهر الايجابية الحقيقية في ظل هذه الأزمة الإقتصادية؛ والتي يجب أن يبدأ بها الجميع وتستلزم التفاعل من الجميع؛ ما يكون من التوبة والاستغفار والرجوع والإنابة إلى الله والابتعاد عما يجلب سخطه علينا –من منع الزكاوات وأكل الربا و التهاون في ذلك تحت ضغط الواقع الإقتصادي، أو من التهاون في انتشار مسببات الزنا والفواحش مع الوقوع فيها، أو الوقوع في الظلم والفساد وأكل الحرام، أو قطع الأرحام وعقوق الوالدين وتضيع حقوق البنات من الأخوات، وغير ذلك الكثير–؛ فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة واستغفار.

3- قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾، وقال أيضا: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾، وقال كذلك: ﴿وَیَـٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوۤا۟ إِلَیۡهِ یُرۡسِلِ ٱلسَّمَاۤءَ عَلَیۡكُم مِّدۡرَارࣰا وَیَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡا۟ مُجۡرِمِینَ ﴾، وقال محذرا عباده من قسوة القلب والتمادي: ﴿ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾، وقال ﷺ: "يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم يُنقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم"، فالحرص على رضا الرحمن والتوبة والاستغفار والبعد عن أسباب سخطه وغضبه هي أول الخطوات الايجابية الحقيقية.

4- من الايجابية المطلوبة في ظل تلك الأزمة الاقتصادية؛ أن يسعي كل واحد منا في إعانة غيره ما استطاع إلى ذلك سبيلا –سواء كنت بائعا أو سائقا أو موظفا أو طبيبا أو عاملا أو في أي مهنة كنت– فأنت اول المستفيدين في ذلك؛ فـ النبي ﷺ يقول: "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"