عاجل

كرواتيا تؤمن اقتصادها بالانضمام إلى "شنجن" والـ"يورو"

خبراء: إضافة كبيرة للاتحاد الأوروبي.. و "زغرب" ستحقق مكاسب متعددة

  • 38
الفتح - د. مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية

منذ أيام أعلنت كرواتيا تحولها من عملتها المحلية الرسمية "كونا" واعتمادها العملة الأوروبية "يورو"، لتكون الدولة رقم 20 التي تفعل ذلك، وأيضًا انضمامها لمنطقة "شنجن" لتصبح الدولة رقم 27 بالمنظومة التي تتيح لأكثر من نحو 400 مليون شخص التنقل عبر بلادها دون الحاجة لتأشيرات أو إبراز وثائق.

ويرى خبراء أن انضمام كرواتيا لـ"شنجن" سيوفر الدعم لقطاعها السياحي الذي يمثل 20% من ناتج دخلها القومي؛ وسيسهم في تحسين اقتصادها نتيجة زيادة قدرتها التنافسية من خلال التداول السريع والرخيص للسلع والخدمات بينها وبين بقية الدول الأعضاء داخل المنظومة.

في هذا الصدد، قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن انضمام كرواتيا لـ"شنجن" و"يورو" مهم جدًّا، خاصة إذا علمنا أنه كان هناك ثلاث دول مرشحة لذلك هي (كرواتيا، رومانيا، بلغاريا)، وتمت الموافقة على كرواتيا بإجماع الأصوات داخل دول الاتحاد الأوروبي، وبالنسبة للدولتين الأخريتين فقد اعترضت النمسا على انضمامهما، وهولندا اعترضت على انضمام بلغاريا.

وأضاف غباشي لـ "الفتح" أن انضمام زغرب لـ"شنجن" و"يورو" معناه أن الحدود البرية مع الاتحاد الأوروبي أضحت مفتوحة، وقيود السفر عبر المطارات من كرواتيا إلى دوله انتهت.

وأردف أن زغرب ستستفيد من انضمامها للمنظومتين كثيرًا لأن فتح الحدود معناه فتح مجالات لفرص عمل وتبادل المصالح ما بين الدول، علاوة على أننا حينما نتحدث عن 27 دولة داخل "شنجن" أو لـ"يورو" فسوف تستفيد كرواتيا بشدة من هذا الوضع، وذلك مثل مشهد استفادة اليونان الواضح جدًّا فقد كانت على مشارف السقوط اقتصاديًّا لكن لم ينقذها إلا اليورو؛ فقد حصلت على مساعدات مالية تعدت 100 مليار يورو.

وتابع المحلل السياسي أن انضمام كرواتيا يعد شكلًا من أشكال الحماية الاقتصادية، فمثلا سيكون هناك نوع من التكامل الاقتصادي بين زغرب وعواصم الاتحاد الأوروبي و"شنجن" و"يورو"؛ فعندما تحدث أي أزمة اقتصادية أو سياسية داخل كرواتيا ستتكاتف بقية دول تلك المنظومات إجباريًّا لدعم زغرب مثلما حدث مع أثينا.

وختم تصريحه بأن كرواتيا ستستفيد سياسيًا بالتنسيق فيما يخص المواقف الدولية والإقليمية وتجاذبات القوى الدولية والإقليمية، ومشهد الساحة الأوكرانية لا يزال ساخنّا وانضمام كرواتيا في هذا التوقيت له بعد سياسي فلن يكون بعيدًا عن حلبة التجاذبات السياسية والإقليمية على مستوى العالم؛ فالحرب الأوكرانية نتاجها في النهاية إنهاء هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية كقطب أوحد على مستوى العالم، فكرواتيا في نهاية المطاف إضافة كبيرة وجديدة لدول حلف ال"ناتو".

من جهته، قال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن هذا الحدث يعد تحولًا تاريخيًّا في مصير كرواتيا، لا سيما إذا علمنا أنها عضو بحلف "الناتو" منذ عان 2013م، وستكون واجهة سياحية مهمة لجيرانها وبقية دول المنظومة يستطيع المواطنون الانتقال إليها بالسيارة فقط.

وأضاف النحاس لـ "الفتح": هذا الوضع سينعش القطاع السياحي داخل البلاد نتيجة إلغاء الحواجز على الحدود البرية والبحرية والسكك الحديدية الداخلية بين كرواتيا وبقية دول المنظومة، علاوة على أن انضمامها بمثابة صمام أمان اقتصادي في مواجهة الأزمات الحالية التي يعاني منها العالم كله.

الابلاغ عن خطأ