• الرئيسية
  • "الترمادول" خطر يهدد المجتمع المصري بكامل فئاته

"الترمادول" خطر يهدد المجتمع المصري بكامل فئاته

  • 112
صورة أرشيفية

خبير إدمان: الترمادول يدمر الخلايا العصبية بالجسم.. الإدمان خلل في السلوك الإنساني وليس مرضًا عضويًا
خبير أمني: لا بد من النص على عقوبة الإعدام لمروجيه كما فعلت العديد من الدول

يعد عقار الترامادول مسكن ألم مركزي له مفعول مقارب للكوديين، وهو نظير هذا الأخير، ويصنف ضمن مسكنات الألم من النوع "2"، ويؤثر على نفس مستقبلات المورفين، ومنافس على المستقبلات المورفينية، ولا يحدد مفعول المورفينات الأخرى، ويسبب إدمانا ولكن بصفة أقل من باقي المورفينات المنافسة على نفس المستقبلات.
والترامادول يستخدم كمخدر مثل الكوديين، ويمنع استخدام الترامادول في حالات الأمراض الكبدية الحادة، كما أنه مخدر قوي لبعض الآلام .
وجرعة زائدة من الترامادول "أكثر من 400 ملج في جرعة واحدة" يمكن أن تسبب انهيارا متبوعا بتقلصات عضلية كبيرة، الأزمة تشبه عرضيا "الصرع"، وصف الدواء يكون بحيطة كبيرة في حالة العلاج بواسطة مضادات الاكتئاب
ولا يصرف إلا بتذكره طبية من الطبيب، وقد يعرض حامله بدون ترخيص في بعض الدول إلي عقوبات تصل إلي الإعدام مثلما يحدث فى السعودية.
ومن ناحيته، قال الدكتور سيف الله إمام وكيل النقابة العامة للصيادلة، إن الدكتور فؤاد النواوى وزير الصحة، أصدر قرار رقم 125 لسنة2012 بإضافة الترامادول إلى أدوية الجدول الأول للمواد المخدرة الملحق بقانون مكافحة المخدرات رقم 182 لسنة 1960م.
وأضاف "إمام" أن وزير الصحة أكد في قراره أنه تم حذفه من الجداول الملحقة بالقرار الوزارى رقم 172 لسنة 2011 الخاص بتنظيم تداول الأدوية المؤثرة على الحالة النفسية، على أن يتم معاملته قانونا مثل معاملة المورفين.
وتابع وكيل النقابة العامة للصيادلة: "ينص القرار على أنه لا يجوز صرف "الترامادول" بالروشتات العادية، لكن يتم صرفه بالروشتات الخاصة بأدوية جدول المخدرات من خلال الروشتة الحمراء التي يتم صرفها من وزارة الصحة للأطباء"، مشيرًا إلى أن ضبط أي نوع من أنواع الترامادول المهرب في الصيدليات سيتم اعتباره إتجارا في المخدرات.
وبدورها عملت "الفتح" جولة رصدت من خلالها نشاط بعض الشباب وأطفال يعملون فى بعض الحرف يتناولون الترامادول، وبالحوار مع أحدهم وهو "مصطفى.م" يبلغ من العمر 12عاما، يعمل لدى محل جملة لبيع الخضروات والفاكهة، أكد أن صاحب المحل ذاته بدأ معه بإعطائه ربع قرص ترامادول، ثم نصف قرص، ثم بعد ذلك قرصًا كاملًا؛ وذلك بداعى أنه يعينه على مضاعفة العمل وإعطائه قوة وقدرة على تحمل التعب، وأوضح مصطفى أنه أقلع عنه بعد أن تبين له ضرر مثل هذه العقاقير، وظهور أعراض تعب شديد وإرهاق وحالة عرق شديدة تنتابه وخمول بالجسم بمجرد انتهاء المفعول.
فيما أكد "أحمد.ع" ويبلغ من العمر15عاما، ويعمل بذات المحل، أنه يتناول الترامادول منذ عام تقريبًا، وبدء بتناوله تدريجيًا حتى وصل لتعاطي نصف شريط تقريبا فى اليوم، وذلك لكى يستطيع تحمل مشقة العمل.
وأشار "م.ح" ويبلغ من العمر60عامًا ، أنه يتناول بمعدل شريط ونصف فى اليوم من أقراص الترامادول ؛ لتخفف عنه ألم الظهر ، وأوضح أنه يتناوله دون استشارة طبيب، بل ولا يستطيع تأخر جرعته حيث يشعر بضيق شديد وتعب وألم لا يتحمله؛ مما يضطره لشرائه من السوق السوداء بسعر 25جنيهًا للشريط الواحد؛ مما يصعب معه إنفاقه على باقى أسرته، متمنيًا الإقلاع عنه فى أقرب وقت شرط إيجاد البديل الذى يخفف عنه ألمه.
وفى ذات الجولة قال "أبو أدهم" عامل بوفية، مستغربًا لحواراتنا مع هذه الفئات من المتعاطين لهذا العقار الخطير: "هو في مين فى مصر ما بيخدش ترامادول؟!" فى إشارة منه لحجم متعاطيه من مختلف فئات المجتمع من شباب وكبار سن وأطفال؛ وهذا ما دعانا لأخذ رأى متخصصين فى هذا المجال.
قال الدكتور أكرم الخطيب الخبير فى علاج الإدمان، بعد نقل الترامادول من جدول ثاني مخدرات إلى جدول أول؛ زاد الطلب عليه ولاحظ ذلك شركات صينية وهندية؛ وبالتالى سعت لإنتاجه بكميات كبيرة، ويتم ذلك بعيدًا عن أعين الرقابة؛ فنتج عن ذلك أنه يتم التلاعب بالمادة الفعالة، فتجد قرصًا به مادة فعالة بدلًامن50 ملج تجدها من 250 إلى 400 أو 500 ملج، وأخرى لا توجد بها مادة فعالة من الأساس، ولنا أن نتخيل أن شخصا تناول هذا القرص الذى به جرعة زائدة، بالطبع سيسقط وربما أدى ذلك إلى وفاته.
وأضاف "الخطيب" كان لا بد على الجهات المعنية التى اتخذت قرار إدراج الترامادول بجدول أول مخدرات، أن تدرس القرار من شتى الجوانب أولًا قبل تطبيقه.
وأكد خبير الإدمان أن الترامادول بالأساس يستخدم كمسكن للأمراض التى ليس لها علاج مثل مرضى سرطان العظام، لكن مع الخلط الحاصل وقلة الثقافة الطبية لدى كثير من المصريين يظنه الكثير أنه منشط، أو مقوى" جنسى"؛ وهو ليس كذلك فى الحقيقة، فلا بد من تدشين حملة إعلامية واسعة للتعريف بمخاطر تعاطى الترامادول، وطرق العلاج منه التى هى في الأساس علاج من الإدمان الذى هو بالحقيقة ليس مرضا عضويا لكنه عرض لخلل بالسلوك الإنسانى.
من جانبه، قال اللواء علاء عز الدين الخبير الأمنى ، عقار الترامادول مخدر والتسيب فى الصيدليات وقلة الرقابة أدت إلى انتشاره، والشيء الأهم هو التهريب من الخارج، وبين الحين والآخر يعلن عن ضبط كميات كبيرة من أقراص الترامادول تصل إلى ملايين الأقراص مستوردة من الخارج، وهذه الأقراص تهرب داخل الحاويات.
وأوضح "عزالدين" أن الحل الوحيد لمواجهة مثل هذه الظاهرة هو النص على عقوبة الإعدام، وبالفعل هنا دول عدة سبقتنا مثل الصين والعراق والسعودية فى هذا بمعاقبة كل من ينقل أو يتاجر أو يتعاطى المخدرات، وكل من له صله بهذه المخدرات. الأمر الثانى تشديد الرقابة على المداخل سواء الموانئ البحرية والسفن أو المنافذ البرية والمطارات والتفتيش الجيد مع عقوبة صارمة. مشيرًا إلى أنه حتى لو هناك تفتيش جيد فمؤكد أن هناك عناصر سوف تنجح فى التهريب أيضًا ولو بنسبة 10% ؛ فلذلك يجب النص على عقوبات صارمة ضد المهربين ومثل هذه الأنشطة، وعلى الوضع الحالى من يقوم بالتهريب مع إمكانية كشفه والقبض عليه لكنه يغامر لأنه يعلم بساطة الحكم الذى سوف يصدر ضدده من حبس حوالى عام أو غرامة ، وهذا شيء قليل جدًا فى مقابل المكاسب الطائلة التى من الممكن أن يحققها عن طريق مزاولة هذا النشاط الإجرامى، لكن فى حالة النص على عقوبة الإعدام سوف يخشى على نفسه، وسوف يؤدى ذلك لتراجعه بشكل كبير.
وتابع الخبير الأمني، أنا من أوائل المنادين بالنص على عقوبة الإعدام للتصدى لمثل هذه الأنشطة الإجرامية، من حيازة المخدرات وغير ذلك، وقد يكون هذا المطلب قاسٍ من وجهة نظر البعض، لكن هو ليس قاسيًا فى ظل مواجهتنا لهذا الخطر الذى يهدد مجتمعا بأكمله ويؤدي لانهياره.
وأوضح "عزالدين" أن هناك إحصائية تقول بأن حوالى 70% من الشباب يتناول الترامادول؛ وهذا ينبئ بخطر كبير على المجتمع.



الابلاغ عن خطأ