عاجل

بقلب سليم

فاطمة محمد خليفة

  • 82

تَتعثَر قلوبنا دومًا وسط دروب الحياة، تتَلطَّخ بالوحل ونُضطَّر إلى النهوض لإكمال الطريق بلا مبالاة لما ران على قلوبنا من ذنوب ومعاصٍ وآلام ومآسٍ، ولكن الاستمرار أضحى صعبًا مع هذه القلوب المُثقَلَة، فكيف لنا أن نتخفف من هذا الحمل!؟

تحتاج قلوبنا إلى المزيد من الاهتمام حتى نستطيع أن نُزَّكِيها عن كل ما يمكن أن يَحل بها وسط هذه الظروف والتقلبات، فينبغي أن نهتم بنظافة قلوبنا كما نهتم بنظافة أجسادنا؛ لنزيل عنها آثار المعاصي والذنوب التي لو تمكنت من قلوبنا لأهلكتها.

قلب المؤمن ينبغي أن يكون عامرًا بالإيمان ممتلئًا باليقين مبادرًا إلى التوبة ما استطاع إليها سبيلًا، خاليًا من جميع الأمراض والعِلَل، فقد سُئِل رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم عن أي الناسِ أفضل؟، فقال عليه الصلاة والسلام: "كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ"، قالوا: صدوقُ اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟، قال صلى الله عليه وسلم: "هو التقيُّ النقيُّ لا إثمَ فيه ولا بغي ولا غِلّ ولا حسد".

والقلب هو المضخة الرئيسية التي تمد الجسد بالطاقة لإكمال الطريق في الدنيا للوصول إلى المُستَرَاحِ في الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".

علينا أن نهتم بإحياء قلوبنا على الدوام بالاستغفار من المعاصي والذنوب والمبادرة إلى التوبة النصوح، وتعاهد القرآن، ومرافقة أصحاب القلوب المؤمنة مِمَّن نلتمس فيهم الصلاح؛ ليرزقنا الله عز وجل قلوبًا مؤمنة راضية مخلصة عامرة بالإيمان وساعية لرضا الرحمن.