تجارب بحثية لزراعة القطن قصير التيلة في الدلتا

  • 16
الفتح - أرشيفية

نجاحها في شرق العوينات يمنح الأمل.. وخبراء: سينعش الاقتصاد


تشتهر الأرض الزراعية في مصر بزراعتها للقطن طويل التيلة، المستخدم في صناعة المنسوجات الراقية والفخمة، وتعمل مراكز البحوث على تطوير السلالات الخاصة بالقطن مثل تطوير السلالات وإدخال زراعات القطن قصير التيلة وبدأت زراعته في شرق العوينات، كما اتجه الباحثون إلى تحليل التربة وزراعة نماذج في محافظات الدلتا من أجل التوسع في زراعة القطن قصير التيلة بها، ليتناسب مع تطوير مصانع الغزل والنسيج.

وفي هذا السياق، قال الدكتور ممدوح السباعي رئيس قطاع الإنتاج بمركز البحوث الزراعية السابق، في تصريحات خاصة لـ "الفتح"، إن مركز البحوث الزراعية تعاون مع وزارة قطاع الأعمال العام لإدخال وزراعة الأقطان قصيرة التيلة شرق العوينات، حيث تمت زراعة نحو 250 فدانًا العام الماضي، وكانت الثالثة على التوالي، وحققت التجربة نجاحًا كبيرًا، إذ فاقت 12 قنطارًا للفدان، وهو يماثل الإنتاج العالمي لنفس النوعية من الأقطان، مما يجعل التجربة محل تطوير مستمر للتوسع في إنتاجية القطن قصير التيلة.

ومن جهته، قال الدكتور محمد عطوة رئيس مركز البحوث الزراعية في سخا، إن الفترة الحالية تُجرى دراسة التربة في محافظات الدلتا ودرجات الملوحة، لافتًا إلى إجراء التجارب الزراعية في العديد من مناطق الدلتا لزراعة القطن قصير التيلة للتأكد من مدى إمكانية زراعته في هذه المحافظات مع الاستمرار في استنباط سلالات جديدة من القطن طويل التيلة وتحسين جودته.

وأضاف: الباحثون في معهد بحوث القطن سواء في كفر الشيخ أو الجيزة يعملون منذ فترة لتحسين جودة القطن سواء طويل التيلة في الدلتا أو قصير التيلة المقرر تجربة زراعته بالموسم المقبل بمحافظات الدلتا لتحقيق عائد اقتصادي كبير للدولة، متوقعًا أن يشهد الموسم الجديد وفرة في الإنتاج كمًا، فضلًا عن تطور نباتات القطن في مصر حجمًا ووزنًا.

فيما أوضح الدكتور محمد أبو اليزيد، رئيس قسم تربية القطن بوزارة الزراعة، ومركز بحوث سخا، أن هناك محاولات لأن يكون القطن قصير التيلة في مراتب قريبة من جودة "طويل التيلة" الذي يحتل المركز الأول عالميًا، حتى لا يتأثر القطن المصري طويل التيلة بهذه التجارب.

وأكد أن إدخال زراعة القطن قصير التيلة للحقول المصرية جاء إشارة الدراسات إلى أن تجارته عالميًا تبلغ 98.5%، كما أن القطن قصير التيلة تقل "التيلة" فيه عن 2.8 سم، فيما تتراوح أطوال الأقطان المصرية من 2.9 سم حتى 3.6 سم للأنواع الممتازة، مثل جيزة 45 و78 و95 و96، لذلك تسعى المراكز البحثية للتوافق بين المحصولين لتحقيق عوائد اقتصادية للدولة.

وأشار إلى أن النتائج الأولية التي تمت خلال العام الماضي تؤكد نجاح تجربة زراعة القطن قصير التيلة في محافظات الدلتا ولكن ستتم زراعة مساحات أكبر هذا العام للتأكد من جاهزية التربة والمناخ بمحافظات الدلتا لزراعة القطن قصير التيلة، وفي حال أثبتت التجربة نجاحها لهذا العام أيضًا ستتم زراعة مساحات أكبر العام المقبل داخل قطاع الإنتاج لتوفير التقاوي التي يمكن عرضها للفلاح والمزارعين خلال الأعوام التالية من سلالات عالية الجودة بإشراف أساتذة البحوث الزراعية.