قال أبو بكر القاضي الكاتب والداعية الإسلامي، إن نعيم الدنيا في القُرب مِن الرب أعظم من نعمة إجابة الدعاء، ونعيم الآخرة في القرب مِن الرب أعظم من نعيم الجنة، مضيفًا أن أعظم نعمةٍ مِن نِعم الله -تبارك وتعالى- على العبد أن يكون قريبًا من الله -عز وجل-.
وأوضح القاضي في مقال له نشرته جريدة الفتح في نسختها الورقية، أن الله خلق الموت والحياة؛ وخلق تلك الدنيا وما فيها مِن: مرضٍ، وما فيها مِن صحةٍ، وما فيها مِن استضعاف، وما فيها من تمكين، وما فيها من فقر، وما فيها من غنى؛ ليس إلا لنعبده -تبارك وتعالى- في كل أحوالنا، وفي كل لحظاتنا، لافتًا إلى قول الله -عز وجل-: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ) (الملك:1-2)؛ لماذا؟ (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك:2).
ونوه بأن غاية البلاء ومقصوده: أن تكون أحسن عملًا في كل لحظة، وفي كل دقيقة، وفي كل حال، وفي كل زمان، وفي كل مكان.
وتابع: "وأعظم عبودية تتوجَّه بها إلى الله -تبارك وتعالى- لكي يجعلك على الصراط المستقيم، هي: عبودية الدعاء والتضرع لله -تبارك وتعالى-، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ) (رواه الطبراني في المعجم الأوسط، وصححه الألباني)، وقال صلى الله وسلم: (إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)، والله -تبارك وتعالى- يحب الإلحاح في الدعاء، قال -عز وجل-: (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:43)".
وأكد أن أعظم نعيمٍ أن تكون قريبًا من الله -تبارك وتعالى- قبل استجابة الدعاء؛ فاحرص على ذلك، موضحًا أنه قبل النعيم المادي في جنات النعيم، القرب من الرحمن -تبارك وتعالى- هو أعظم نعيم.
واستطرد: "كن قريبًا من ربك -تبارك وتعالى-، وهنالك تُلهم الدعاء، وتلهم التضرع والسؤال مِن الله، وهنا يكون النعيم الحقيقي".