نشأت فيه

  • 97

في كل عام وتحديدًا في شهر رمضان، تختلف النساء فيما بينهن بين مؤيد ومعارض لاصطحاب الأطفال إلى المساجد، وقد يصل الأمر للمشاحنة بين بعضهن البعض، وفي هذا الموضوع لابد من توضيح عدة نقاط:

أولًا: من بلغ سبع سنوات فأعلى يستحب بل يشرع أخذه إلى المسجد وحثه على الصلاة، وترغيبه فيها لأنه بذلك يتأهل للصلاة ويعتادها مع إخوانه المسلمين، وهذا عملًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع).

وفي هذا السن يجب تنبيههم على الحفاظ على المسجد لأنه بيت الله ومكان للعبادة، وتقوم الأم بتشجيع الطفل كأن تقول  له إذا صليت ولم تزعج غيرك سأقدم لك هدية، ولا يجوز أن نطردهم من المسجد أو نبعدهم عن الصفوف الأولى بزعم أنها للكبار فقط.

ثانيًا: الأطفال دون السابعة، فمن كان منهم هادئ لا يبكي ولا يصرخ فيستحب اصطحابه إلى المسجد، وفيه تحبيب لهم وتعويد لهم على المساجد وسماع الأذان والقرآن، والتجمع مع المسلمين وفرحتهم بهذا التجمع، ففي الحديث أن الحسن والحسين رضي الله عنهما قدما المسجد وعليهما  قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فأخذهما فصعد بهما المنبر.

وأما من كان منهم كثير البكاء والصراخ ولا تستطيع الأم تهدئته حيث إنهم يضايقون الجماعة ويشوشون عليها، فالأولى عدم الذهاب بهم إلى المسجد، لأنه لا تشرع لهم صلاة.

أما نحن معشر النساء فكلنا تمر بهذه المرحلة، وقد تكون الأم في ضيق نفسي وفي أشد الحاجة للذهاب إلى المسجد وتجد الأخريات ينهرنها ويتضايقن منها وقد يختلفن معها بسبب الأبناء، فلابد أن نشعر بمعاناة بعضنا البعض، فما يمكن التغاضي عنه نتغاضى عنه، بل لابد أن نتعاون معًا كأن تقسم النساء فيما بينهن حيث تجلس واحدة منهن بالأطفال وتتيح للأخريات الذهاب للصلاة وهكذا تتبادل الأدوار.

وختامًا لا تنسي: ما وضع الرفق في شيء إلا زانه، فترفقن ببعضكن البعض ونتعاون على البر والتقوى، ولا تُمنع الأطفال المساجد لأنهم رجال المستقبل .