أخطر الحروب.. "عالم أزهري" يحذر من صفحات التواصل الاجتماعي التي تغير الفطرة وتلعب بالعقول

  • 24
الفتح - أرشيفية

حذر الدكتور محمد عمر أبو ضيف القاضي، العالم الأزهري، والعميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بنات بجامعة الأزهر بسوهاج، من صفحات التواصل الاجتماعي التي تغير الفطرة، وتلعب بالعقول، وتحول الأفكار، وتبلبل البال، وتخبط في العقيدة؛ واصفا إياها بأنها أخطر الحروب.

وكتب القاضي في منشور له عبر "فيس بوك" قائلا: الفضاء الأزرق (الإنترنت) مليء - خاصة مع استعمالات العرب - بالمفاسد والبلايا، ومن خلال نظرة في: نوعيات الصفحات، وأعداد المتابعين تعرف الطامة الكبرى، ومن أين أوتينا؟ ، فالملايين من العرب والمسلمين يتابعون صفحات المراقص، والراقصين، والراقصات، والماجنين ، وصفحاتِ السفاح والتهتك، والفجور، وصفحاتِ المستظرفين، واللهو والمزاح، وصفحاتِ النكت، والطرف، وأمثال (أبو لمعة)، وصفحات الرياضة بأنواعها، وصفحاتِ الشاذين، والشاذات، والجنس الثالث- كما يزعمون-، وصفحات غرائب الناس، والحيوان والكائنات، وصفحاتِ السحر، والشعبذة، والدجل، وخرافات الإنسان، وألعاب الجان، وما يتبع ذلك من صفحات تبعد أو تقرب من السابق، وتصديق الناس، واعتقادها، وإدمناها لهذه الصفحات يدعو للأسف، والحزن، والحسرة، على أحوال الناس، ولكن هذا كله وأمثاله أقل خطرا، وأيسر ضررا من الصفحات التي تغير الفطرة، وتلعب بالعقول، وتحول الأفكار، وتبلبل البال، وتخبط في العقيدة؛ فتهدم في الناس الدين، وتحطم إيمانهم، فهذا الأضرى، والأضر، والأخبث، والأشر، وهو الذي يخافه العقلاء، ويخشاه أهل التمييز؛ لأن الدين يعالج كل شيء، ويداويه، فإذا ضاع الدين وفسد الإيمان فماذا يصلحه؟ وأي شيءٍ يداويه؟ ، ساعتها قل على الدنيا العفاء، وهو آخر علامات القيامة، والوضع الذي تقوم عليه الساعة.

وتابع القاضي قائلا: وهذا الذي يعمل أعداؤنا عليه بهمة عظيمة، ونشاط كبير، وجيشوا له جيوشهم منهم، وممن يحسبون علينا من كل الفئات والطبقات، ومن حملة الشهادات، بل ومنهم متخصصون في علوم الدين، وأسبغوا عليهم صفات يخدعون بها الناس، ويغرونهم، ودفعوا لهم أموالا عظيمة، وأغدقوا عليهم من كل شيء، ووضعوا حولهم هالة تعمي عيون الناس عن عيوبهم، وتظهرهم بمظهر المفكر العاقل الذي يحسن النظر إلى الأمور، وقراءة الأحداث؛ فانخدع بهم كثير من الشباب الأغرار، وعوام الناس، وهوامهم، والتف حولهم كثير ممن لا يدينون بدين، وغير المسلمين؛ فكثروا سوادهم؛ حتى حسب الجهلة والأميون ممن لا يعرفون إسلامهم أنهم على شيء، وأنهم يفقهون، وانخذل أهل الحق، وسكتوا إما خوفا وجبنا، وإما غفلة وعدم تنبه، وإما أمية وجهلا، وإما بيعا لضمائرهم، وأخذا لثمن سكوتهم، ومن يعلمون ويتكلمون تعمدوا أن يخفوا أصواتهم، ويبعدوهم عن دائرة الضوء، ويشغبوا عليهم حتى تذهب أصوات الحق بين ضجيج أهل الباطل، ولكن الله يفعل ما يشاء، وهو غالب على أمره، ومتكفل بنصرة دينه.