السودان.. اتفاق قصير الأجل لوقف إطلاق النار مع وعود بإنهاء الصراع

مراقبون: الأزمة ليست في الهدنة.. والتخوفات من انتهاء الحرب بتقسيم جديد للبلاد

  • 26
السودان

توصل طرفا النزاع في السودان إلى هدنة قصيرة مدتها 7 أيام لوقف إطلاق النار في مباحثات بمدينة جدة، بعد وساطة سعودية أمريكية، بدأت مساء الإثنين الماضي، ورغم أن الاتفاق المؤقت يتضمن إمكانية تمديده بموافقة الطرفين، إلا أن التخوفات من فشله كسابقه في وقف الاشتباكات هو ما يسيطر على الموقف.

 ويهدف الاتفاق إلى إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات الأساسية، وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامّة الأساسية، وتسهيل المرور الآمن لمقدمي المساعدات الإنسانية والسلع، وتدفق المساعدات دون عوائق من موانئ الدخول إلى السكان، وجمع جثامين ضحايا الاشتباكات ودفنها، وأن يلتزم الطرفان بحماية المدنيين في جميع أنحاء السودان ويكون هذا البند مرجعًا لهم، والالتزام بالإجلاء والامتناع عن الاستحواذ واحترام وحماية كافة المرافق العامة كالمرافق الطبية والمستشفيات ومنشآت المياه والكهرباء والامتناع عن استخدامها للأغراض العسكرية.

ويخضع الاتفاق لآلية مراقبة سعودية أمريكية مدعومة دوليًا، عبر لجنة مراقبة الهدنة والتي تضم ٣ ممثلين عن السعودية و٣ عن الولايات المتحدة و٣ من كل طرف من طرفي النزاع.

ومن جهته، وصف المهندس أحمد الشحات الباحث في الشئون السياسية، الاتفاق بأنه إيجابي، ويرى أن بنوده طبيعية وتقليدية لأي اتفاق هدنة يعقب أي نزاع مسلح.

وأكد الباحث في تصريحات لـ "الفتح"، أنه لا غرابة في البنود ولا جديد فيها، مشددًا على أن المؤلم حقًا أن الهدنة بين طرفين أحدهما يمثل الدولة الوطنية لمؤسساتها وهو الجيش السوداني والثاني هو في حكم الميليشيات العسكرية، وكون الأمر يصل إلى الحاجة إلى عقد اتفاق بهذه البنود بين طرفين عسكريين في دولة واحدة فهذه هي نقطة الخطورة الأساسية.

وأشار الشحات إلى أن الاتفاق ووقف إطلاق النار المؤقت بلا شك له قدر من المنافع منها إعطاء المساحة للمفاوضين والوسطاء أن يقربوا وجهات النظر، ويسهل حل الأزمة في أجواء غير متوترة، فضلًا عن الاستفادة التي من الممكن أن تحدث للمدنيين خلال هذه الفترة من الهدنة ووقف إطلاق النار.

وتساءل الباحث ماذا بعد أن تنتهي الهدنة قصيرة كانت أم طويلة؟، موضحًا أن القضية أننا أمام طرف توصيفه أنه ميليشيات عسكرية وبلغ درجة من التسليح والعتاد والقوة والعدد ما يجعل القضاء عليه يبدو صعبًا وهنا تأتي الأزمة التي تمثل إحدى معضلات الواقع السوداني.

وشدد الباحث على أنه يأمل ويرجو ألَّا ينتهي الصراع في السودان بأي حلول تعود على وحدة السودان بالتجزئة والتقسيم كما حدث مسبقًا وانقسم السودان الكبير وانقطع منه جنوب السودان.

وأعاد الباحث تأكيده على أن مباحثات جدة رغم فوائدها إلا أنها تضفي شرعية على قوات الدعم السريع، وتنزع عنها صفة التمرد.

فيما ثمن الدكتور وائل سمير، الكاتب والداعية الإسلامي، اتفاق الهدنة، تمنى في تصريحات لـ "الفتح"، أن يسهم في علاج الخلافات الداخلية بين طرفي الصراع في السودان ويحقن دماء السودانيين ويساعد على الاستقرار، مشيدًا بتوصيات وبنود اتفاق الهدنة رغم كون مدته 7 أيام فقط، أملًا أن يتم الالتزام بالهدنة وشروطها بما يحقق الأمن والسلام والأخوة في السودان وبما يضمن الانتقال والاستقرار السياسي لهم.

وأضاف سمير أنه ينبغي على طرفي الأزمة أن يحرصا على وقف الحرب وانتهاء هذه الفترة الانتقالية بأمان، محذرًا من تدخل الغرب وتحديداً واشنطن والاحتلال الصهيوني وكل من لهم أطماع في الشأن السوداني.

وشدد على ضرورة أن يكون الإخوة السودانيون على وعي بالمخاطر التي تحاك بهم وأن يتمسكوا بهويتهم الإسلامية والعربية لشعب السودان العريق.