أم تشكو لـ"الفتح" عقوق أبنائها وهجرانهم لها منذ 13 سنة من المرض.. وداعية يوضح أسباب العقوق

  • 77
الفتح - عقوق الوالدين أرشيفية

بدموع منهمرة وصوت حزين منخنق، قالت هانم السيد: أنا مريضة منذ أكثر من 13 سنة، وأولادي هجروني، وأهل الخير من الجيران هم من يقومون بإرسال بعض الطعام من وقت لآخر لي، مشيرة -بنبرة ساخرة- إلى أنها لا تريد طعاما، بل تحتاج ونسا وصوت يهون عليها الساعات وطولها وتحتاج أن يكون أولادها بجانبها في مرضها وضعفها.

وتصف "هانم" -خلال حوارها لـ"الفتح"- حالتها وسبب هجران الناس لها، قائلة: عندما يأتي الناس ليدخلوا لي الأكل "بتكون هترجع" من قذارة الرائحة، لكن هذا غصب عني؛ لأني لا أستطيع القيام والحركة وتنظيف المكان والكل هجرني.

وتظهر غرفة الأم التي هجرها أولادها في صورة سيئة جدا ولا تصلح للإقامة فألواح السرير تعفنت من كثرة التبول والرطوبة عليها، وعندما حاولنا مساعدتها في الاستحمام وتنظيف المكان وتغيير ملابسها والمرتبة التي تنام عليها بكت بشدة، والبكاء الأشد والأصعب عندما أخرجناها بجانب الباب على كرسي ورأت نور الشمس. 

وقالت "هانم" عندما رأت نور الشمس "أخيرا شفت النور، أرجوكم لا تتركوني، أنا تعبت ونفسي أرتاح، وأحتاج لمن يرعاني، وأحتاج للكشف والعلاج، وأحتاج للونس؛ لأن أولادي رموني وانشغلوا بحياتهم".

وردًا على سؤال "الفتح" عن أسباب العقوق، رد الداعية الإسلامي الشيخ مصطفى حسن بقوله: إن هناك عدة أسباب قد تتسبب في عقوق الأبناء لآباءهم، ومنها:

1- الجهل؛ فالجهل داء قاتل، والجاهل عدو لنفسه، فإذا جهل المرء عواقب العقوق العاجلة والآجلة، وجهل ثمرات البر العاجلة والآجلة، قاده ذلك إلى العقوق وصرفه عن البر.

2- سوء التربية؛ فالوالدان إذا لم يربيا أولادهما على التقوى، والبر، والصلة، وطلب المعالي؛ فإن ذلك سيقود إلى التمرد والعقوق.

3- عقوق الوالدين لوالديهما؛ فهذا من جملة الأسباب الموجبة للعقوق، فإذا كان الوالدان عاقين لوالديهما عوقبا بعقوق أولادهما ـفي الغالبـ وذلك من جهتين، الأولى: أن الأولاد يقتدون بآبائهم في العقوق، والثانية: أن الجزاء من جنس العمل "وكما تدين تدان".

4- التفرقة بين الأولاد؛ فهذا العمل يورث لدى الأولاد الشحناء والبغضاء؛ فتسود بينهم روح الكراهية، ويقودهم ذلك إلى بغض الوالدين وقطيعتهما.

5- قلة الإعانة على البر؛ فبعض الوالدين لا يعين أولاده على البر ولا يشجعهم على الإحسان إذا أحسنوا؛ فحق الوالدين عظيم وهو واجب بكل حال. لكن الأولاد إذا لم يجدوا التشجيع والدعاء والإعانة من الوالدين لربما ملوا وتركوا بر الوالدين أو قصروا في ذلك.

6- قلة الإحساس بمصاب الوالدين؛ فبعض الرجال لم يجربوا الأبوة وبعض النساء لم يجربن الأمومة؛ فتجد من هذه حاله لا يأبه بوالديه، ولا يلقي لهما بالا، سواء إذا تأخر بالليل، أو إذا ابتعد عنهما، أو أساء إليهما.

7- تناقض الآباء في أفعالهم وأقوالهم؛ فإذا كان الوالدان لا يعملان بما يُعلّمان به أبناءهما؛ فذلك يؤدّي إلى نفور الأبناء، ويدعوهم إلى التناقض أيضا.

8- أصدقاء السُّوء؛ فتؤثّر الصحبة السّيّئة تأثيرا كبيرا على الأبناء، وتجرّهم إلى العقوق، وتُضعِف تربيتهم الجيّدة.

9- كثرة المشاكل أو الطّلاق؛ فقد يدفع ذلك أحد الوالدين إلى تحريض الأبناء على الآخر، كأن تذكر الأم مثالب الأب أمام أولادها، أو يذكر الأبّ سيئات الأمّ لأبنائه؛ ممّا يؤدّي إلى عقوق الأبناء لوالدَيهما.

10- التمييز وعدم العدل بين الأبناء؛ وهذا ممّا يُورث البغضاء والشحناء لدى الأبناء، ويقودهم إلى كراهية والدَيهم وقطيعتهم وعقوقهم.

11- عدم إعانة الوالدين لأبنائهم على البرّ؛ فلا يُشجّعون أبناءهم إذا أحسنوا، ويُوبّخونهم ويغضبون عليهم، وإذا لم يجدوا التشجيع والدعاء؛ ربّما ملّوا وتركوا برّ والديهم.

12- سوء أخلاق الابن؛ فقد يكون الابن سيّء الخُلق في التعامل مع والديه، وقد لا يستمع لأوامرهما، وهذا ممّا يزعج الوالدَين ويتضايقان منه.

13- حبّ الراحة والدّعّة؛ فقد يكون الوالدَان كبيرَان في السّنّ، أو يُصيبهما المرض، فيتخلّص الابن منهم بوضعهم في دار العجزة، وما علِم أنّ راحته وطمأنينته ببرّه بهما، وخدمتهما، ورعايتهما.

14- سوء خلق الزوجة؛ كأن تؤثّر على زوجها لعدم حّبها لوالديه، فيسيء إليهما، ويقطع صلتهما والإحسان إليهما.

من أراد الوصول للحالة يمكنه التواصل على هذا الرقم: 01096079485⁩

الابلاغ عن خطأ