مسؤول دولي يُحذر من ارتفاع أسعار الغذاء بسبب تدمير سد كاخوفكا

د. رشاد عبده: غرقت كميات كبيرة من المحاصيل.. والآثار ممتدة وستطال دول آسيا وأفريقيا

  • 27
الفتح - سد كاخوفكا

وصف مارتن جريفيث، مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة، تدمير سد نوفا كاخوفكا في أوكرانيا بأنه كارثة إنسانية وبيئية كبرى، سيجرى الكشف عن تأثيرها خلال الأيام والأشهر المقبلة؛ حيث من المرجح أن يتأثر الأمن الغذائي العالمي؛ فضلا عن ارتفاع أسعار الغذاء.

ونبه جريفيث، في تصريحات صحفية، إلى خطورة تدمير السد الذي حدث في الساعات الأولى من يوم 6 يونيو، وأدى إلى إفراغ الخزان الكبير وغمر عشرات البلدات في اتجاه مجرى النهر، وقال "هذه سلة خبز - تلك المنطقة بأكملها التي تتجه نحو البحر الأسود وشبه جزيرة القرم هي سلة خبز ليس فقط لأوكرانيا ولكن للعالم أجمع"، مشيرا إلى أن المساحات الكبيرة التي تعتمد على المياه من الخزان ستكافح لري المحاصيل، وقال جريفيث، "إن العالم بأسره عليه الاستعداد لعواقب هذه الكارثة".

وأضاف: "نواجه صعوبات بالفعل فيما يتعلق بالأمن الغذائي، لكن أسعار المواد الغذائية، أنا متأكد من أنها سترتفع".

يشار إلى أن أوكرانيا وروسيا عنصران أساسيان في إنتاج المنتجات الزراعية ويشكلان معًا حوالي 30% من صادرات القمح العالمية وحدها. في حين أن المملكة المتحدة لا تعتمد بشكل كبير على أوكرانيا أو روسيا للقمح للاستهلاك البشري، أقرت جمعية مطاحن الدقيق في المملكة المتحدة في الصيف الماضي بحدوث قفزة حادة في أسعار السوق، ليس فقط بسبب الحرب ولكن أيضًا بسبب قلة المحاصيل نسبيًا في 2021.

وقال مكتب الإحصاء الوطني في عام 2021، قبل الحرب، استوردت بريطانيا 200 مليون جنيه إسترليني من الطعام والحيوانات الحية من أوكرانيا، وهو ما يمثل 0.5% من جميع واردات هذه السلعة، والتي شملت في المقام الأول واردات الحبوب مثل القمح والذرة والشعير والأرز. واستوردت بريطانيا أيضًا 140 مليون جنيه إسترليني من الزيوت والدهون النباتية في عام 2021، وهو ما يمثل 11.3 في المائة من جميع الواردات من هذه السلعة.

في هذا الصدد، قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية ، إن هناك كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية غرقت بفعل تأثيرات الفيضان الناتج عن تدمير السد؛ وهذا بطبيعة الحال سيؤثر بالسلب على كمية المعروض من تلك المواد الغذائية لا سيما الأقماح والحبوب داخل وخارج أوكرانيا وروسيا.

وأضاف عبده لـ"الفتح" أن مدى التأثير السلبي لتدمير السد يتوقف على كمية ما كان مزروعًا في تلك الأراضي وما كانت تنتجه بالفعل قبل تدميره. مضيفًا أن الدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا ستتأثر كثيرًا بهذه الأوضاع؛ فقد كانت ولا تزال روسيا وأكرانيا وجهتهم الرئيسة في الحصول على ما يحتاجونه من الحبوب خصوصًا الأقماح. نافيًا احتمال تعرض شبه جزيرة القرم لخطر التصحر مستقبلًا لأن موسكو تخطط جيدًا لكل خطوة، وسيُعالج السد المتضرر ويعود لعمله وحجز المياه اللازمة مرة أخرى.