عاجل
  • الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • تعليقا على المبادرة الإفريقية.. "غباشي" لـ"الفتح": الروس لن يقبلوا وقف إطلاق النار بأوكرانيا دون مكسب حقيقي وصريح من هذا الصراع

تعليقا على المبادرة الإفريقية.. "غباشي" لـ"الفتح": الروس لن يقبلوا وقف إطلاق النار بأوكرانيا دون مكسب حقيقي وصريح من هذا الصراع

على الوطن العربي الاعتماد على الذات والتحرر من قيود القوى الإقليمية والدولية وحل قضايانا وعلى رأسها القضية الفلسطينية

  • 78
الفتح - الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاسترتيجية

قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن مبادرة دول إفريقيا يقودها 6 رؤساء أفارقة، وهم رؤساء مصر، وجنوب أفريقيا، وجزر القمر، والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، والسنغال، وزامبيا، وأوغندا؛ إذ أعربوا عن استعدادهم للسفر إلى روسيا وأوكرانيا بهدف إيجاد حل للنزاع بين البلدين، منوها بأن هذه المبادرة  بدعم من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وهناك قبول مبدئي من الروس والأوكرانيين للحديث مع قادة الدول الست بما فيهم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس وزراء مصر.

وأشار "مختار" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"- إلى أن دول القارة الإفريقية قدموا هذه المبادرة بسبب تأثر العالم الإفريقي بشدة من هذه الأزمة؛ فهناك نقص في أكثر من 30 مليون طن من الغذاء، وأيضا زادت أسعار السلع بحد أدنى 40%، وانخفاض المساحة الخاصة بغذاء الدول الإفريقية؛ إذ إن دول القارة السمراء تأتي إليها احتياجاتها من الدولتين في حدود 44% إلى 50%.

وأوضح أن الأزمة هنا لا تتعلق بنجاح المبادرة من عدم؛ لأن كان هناك الكثير من المبادرات السابقة من دول أخرى وباءت بالفشل؛ لأن هذا الصراع محكوم إنهاء الهيمنة للولايات المتحدة الأمريكية كقطب على مستوى العالم، وأوكرانيا ما هي إلا ساحة للمعركة، مضيفا أن الروس لن يقبلوا بوقف إطلاق النار دون مكسب حقيقي وصريح من هذا الصراع.

وأكد "مختار" أن المبادرة الإفريقية ما هي إلا مبادرة معنوية تُطرح كشيء جديد من قبل الاتحاد الإفريقي، أما مسألة القبول بهذه المبادرة أو إيقاف هذا الصراع؛ فليس أمرا سهلا أو ميسورا؛ لأنه محكوم بإطارات كثيرة جدا من خارج إطار الاتحاد الإفريقي، موضحا أن مصر هي إحدى الدول الأساسيه في هذه المبادرة، منوها بأن مصر رفضت سابقا قرار العقوبات على روسيا، وقالت "إن هذا القرار غير صادر من قرار أممي؛ أي إن الدول الأفريقية التي قامت بهذه المبادرة تتمتع بشكل حيادي؛ ولهذا السبب تم قبول هذه المبادرة من الطرفين.

وبسؤاله عن سبب رفض بايدن التعاون بين أوكرانيا وروسيا قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أوضح "مختار" أن سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، قالها صراحة "إن هذا الصراع هو لإنهاء هيمنة الولايات المتحدة كقطب وحيد على مستوى العالم"؛ لذا لن تكون أمريكا أبدا وسيط لإنهاء هذا الصراع، بل لها دور كبير في تحريض أوكرانيا على هذه الحرب ومدها بالمساعدات والإمدادات العسكريه؛ بل وتضغط على العالم لإمداد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية.

وعن احتياج مصر لروسيا في ملف النهضة، صرح الخبير السياسي، بأن سد النهضة مسألة ذاتية مصرية، قائلا "لا يحك ظهرك إلا ظُفرك فتولى أنت أمورك بنفسك"، مؤكدا أن ملف سد النهضة لن يُحل إلا بإرادة وقرار مصري وقدرة ذاتية؛ لأن أمريكا والبنك الدولي فشلوا، وأيضا الاتحاد الإفريقي فشل، وغيرهم الكثير من الدول في حل هذه الأزمة، وتصوري أن سد النهضه قرار سيادي مصري في المقام الأول، ولن يحدد إطاره إلا وفق رؤية مصر.

وبسؤاله عن وجود مصالح استراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، قال "غباشي": هناك مصالح بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، والأخيرة تنظر إلى مصر كعنصر التزام في هذه المنطقة، ومصر تنظر للولايات المتحدة كقطب مهم جدا على مستوى العالم، وأيضا مصر لها علاقة طيبة بأوكرانيا، وكذلك بالروس، كما أن لها علاقات طيبة بكثير من الأطراف الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن الصراع يؤثر على العالم العربي كله؛ لأن العالم متضرر بشدة.

وأكد أن إفريقيا كتلة تصويتية كبيرة، وليست لاعبا دوليا، ولكنها تستطيع أن تلعب دورا محوريا كترجيح جزء كبير مما يتم طرحه من مبادرات في نطاق منطقة الأمم المتحدة، متمنيا أن تكون لدول القارة السمراء حجما وتأثيرا يصل إلى قدرتهم في التحكم في الكثير من الأمور، ولكن عليهم أولا القيام بالاكتفاء الذاتي والاعتماد على الذات، وإنهاء الحروب الموجودة.

وأوضح الخبير السياسي، أن المبادرة الإفريقية لتسكين الحرب فقط، أما إيقاف الحرب ليس أمرا هينا، ولن يتنازل الروس عن الخروج من هذه الحرب إلا منتصرين، وبشكل أو آخر إنهاء هيمنة الولايات المتحدة واستنزافها هي والعالم الغربي الذي يلعب دورا كبيرا في مساعدات أوكرانيا في تأجيج هذه الحرب، متمنيا أن يأتي اليوم الذي تتنافس فيه دول الوطن العربي على الاعتماد على الذات والتحرر من قيود القوى الإقليمية والدولية، ونرى قضايانا قد حُلت وعلى رأسهم القضية الفلسطينية.

الابلاغ عن خطأ