أجواء العيد في الشارع المصري لها طابع ومذاق خاص يتميز به الشعب المصري على اختلاف طبقاته وأحواله العامة، والاقتصادية بشكل خاص، لكن مما لاشك فيه أنها أجواء كلها بهجة وسعادة تظهر فيها فرحة المسلمين، واستعدادهم لمراسم هذا النُسك العظيم المتمثل في ذبح الأضاحي، وشراء اللحوم، ومستلزمات العيد بأصنافها المختلفة.
وفي إطار متابعة "الفتح" لهذه المشاهد والتواجد مع المواطنين والتجار الذين يستعدون لهذا اليوم "عيد الأضحى المبارك" بالبيع والشراء، وجهنا سؤالا لصاحب إحدى الجزارات في منطقة السيوف بمحافظة الإسكندرية، عن سوق الأضاحي هذا العام ونسبة الإقبال على الشراء، والتأكد من نزول سعر اللحم مقارنة بالأيام السابقة، والذي أجاب قائلًا: إن زيادة الأسعار أمر خارج عن إرادتنا؛ لأننا بالفعل ملتزمون بتسعيرة محددة، وحسب التكلفة التي تقع علينا من نقل وتجهيز الذبائح، كذلك زيادة سعر الخدمات علينا كل هذا سبب في زيادة أسعار اللحوم.
وأشار الجزار إلى أن هذه الزيادة بالفعل أدت إلى عزوف كثير من المواطنين عن الشراء، والاستغناء عن تكلفة الأضحية بشراء لحم قطاعي، والاتجاه نحو المجمعات الاستهلاكية والمنافذ العامة، مؤكدا أن هناك نزول طفيف في أسعار اللحوم؛ إذ تراوحت أسعار اللحوم في هذه المنطقة تحديدًا من 280ج إلى 350ج للكيلو حسب القطعية ونوع اللحم المعروض.
وبسؤال المواطنين عن شراء الأضاحي هذا العام وإقبال المستهلكين على شراء وتخزين اللحوم استعدادًا للعيد، أكد أحد المواطنين، أن هذا العام ارتفعت أسعار الأضاحي بشكل كبير عن العام الماضي بمبالغ قد تصل للضعف، ولكن حرصًا منهم على هذا النُسك، وتأدية سنة الأضحية قرروا التوفير من بعض احتياجاتهم مقابل الحفاظ على هذه الشعيرة التي يسألون الله لها القبول.
بينما صرحت مواطنة أخرى، بأنه على الرغم من ارتفاع أسعار اللحوم، فإن بهجة العيد وحرصهم على إدخال السرور على أهل البيت تجعلهم لا يقطعون هذه الاحتفالات في محاولة منهم لسد الحاجة قدر المستطاع، بجانب شراء المستلزمات العامة من ملابس للعيد وطعام وحلوى استعدادًا لهذا اليوم والحفاظ على بهجته.
وتنتشر منافذ بيع القوات المسلحة، ومنافذ أمان التابعة لوزارة الداخلية لبيع اللحوم بأسعار مخفضة عن الجزارات الخاصة، إلا أن تقلص البيع والشراء سمة واضحة في أغلب المناطق؛ إذ صرح أحد المواطنين المعتادين على نسك الأضحية كل عام، بأنه غير عادته واكتفى بشراء لحوم في أدنى حد ممكن للاحتفال بالعيد.
وفي هذا الصدد، أعلن اللواء محمد عبد الله سحلول، رئيس حي منتزة أول، عن أنه تم فتح الباب لاستقبال المواطنين الراغبين في تقديم طلبات رسوم المعاينة الخاصة بالتصريح اللازم لإقامة الشوادر بمحال الجزاراة، وبيع وعرض اللحوم تزامنًا مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك، مقابل رسوم معاينة 1500ج، على أن يتم تسليمهم التصريح في موعد أقصاه 26 يونيو 2023.
وشدد رئيس حي منتزة أول، على جميع المواطنين وأصحاب محال الجزارة، بالتزام التعليمات الواردة بمنع بيع وعرض اللحوم وإقامة أي شوادر بدون تصريح بالطرق العامة، وفرض الغرامات لكل من يخالف هذه القوانين، مع السماح لكافة المواطنين بذبح الأضاحي الخاصة بهم داخل المجازر الحكومية المعتمدة بالمجان خلال أيام عيد الأضحى المبارك بداية من أول أيام عيد الأضحى، وحتى أيام التشريق الثلاثة.
