شمال إفريقيا يحصد آثار التغير المناخي بموجة حر تتخطى 40 درجة مئوية

جهود متواصلة لإخماد حرائق الغابات في 11 ولاية جزائرية وتونس تكافح والمغرب يستعد

محمد علاء الدين

  • 29
الفتح - التغير المناخي أرشيفية

حالة من الترقب والخوف تشهدها منطقة شمال إفريقيا بعدما بدأت الحرائق تضرب بقوة الجزائر وتونس، لتعيد إلى الأذهان الموجة التي شهدتها بلدان المنطقة خلال العام الماضي، وأدت إلى التهام آلاف الهكتارات من الغابات بالمنطقة، وعشرات الأرواح.

وتأتي الحرائق في الوقت الذي تشهد فيه منطقة شمال إفريقيا والبحر المتوسط درجات حرارة أعلى من 40 درجة مئوية وسط موجة حر.

الحرائق المندلعة أثارت المخاوف من تكرار سيناريو العام الماضي المخيف الذي كان للمغرب نصيب منه، مما جعل سكان مناطق الشمال الإفريقي يضعون أيديهم على قلوبهم كلما ترددت أنباء عن اشتعال حريق هنا أو هناك، خصوصا بعدما أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية، ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق الغابات إلى 34 قتيلًا.

وأوضحت الداخلية الجزائرية أن حصيلة ضحايا الحرائق المشتعلة شمال البلاد ارتفعت إلى 34 وفاة؛ من بينهم 10 عسكريين و24 مدنيًا، في مؤشر على خطورة الوضع وتعقده أمام تواصل ارتفاع درجات الحرارة واشتعال الحرائق على مستوى 11 ولاية.

وكانت السلطات الجزائرية قد رفعت، منذ أيام، من حالة تأهبها إلى أعلى المستويات استعدادًا لمواجهة خطر الحرائق المحتملة، خصوصا بعد بلوغ درجات الحرارة مستويات قياسية قاربت 50 درجة في عدد من الولايات.

وفي تونس اندلعت شمال البلاد 7 حرائق في مرتفعات محافظات جندوبة وباجة وسليانة وبنزرت، حسبما أكد الدفاع المدني، وتزامنًا مع موجة الحرارة القياسية التي تشهدها البلاد.

ووصلت النيران إلى مناطق سكنية متاخمة للجبال، وأتت على مساحات شاسعة من الغابات ومحاصيل عدد من مزارع الأشجار المثمرة، كما أتلفت مشاريع بالمنطقة وسببت الضرر لعدد من المنازل.

وفي هذا الشأن، قال أحمد الدهان، الخبير البيئي، إن منطقة الشمال الإفريقي ليست وحدها التي ستدفع ضريبة التغير المناخي، وإنما العالم أجمع ليس على نطاق الغابات فحسب، وإنما ما يتعلق بقضايا الأمن الغذائي والمائي.

وقال "الدهان" في تصريحات صحفية لـ "الفتح" إن حرائق الغابات تتغذى من الاحتباس الحراري، الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، والمسبب الرئيسي هو حرق الوقود الأحفوري، مشيرًا إلى أنه على مدار المائة سنة الماضية ساهم الوقود الأحفوري، وكل أنواع الطاقة في تسخين درجة الحرارة على الكرة الأرضية.

ولفت إلى أن المنطقة الأورومتوسطية من الشرق إلى الغرب شهدت درجات قياسية تتعدى 46 درجة، موضحًا أن ظاهرة الاحترار العالمي لا يقف أثرها عند اندلاع الحرائق وإنما تتسبب في الأعاصير والسيول والجفاف والتصحر.

وبسؤاله عن الوضع المناخي في منطقة البحر المتوسط ومدى تأثره بالتغير المناخي، أكد أن الوضع البيئي والمناخي في منطقة البحر الأبيض المتوسط تجعلها من بين البؤر الأكثر عرضة للتغيرات المناخية، موضحًا أن المسطحات المائية تسخن مثل سطح الأرض، نتيجة احتباس الحرارة، ما يزيد من ظاهرة الاحترار العالمي، وبالتالي تتأثر كل النظم البيئية.

وحول إمكانية تكرار سيناريو حرائق المغرب المخيف، أوضح أن المغرب لها موقع جغرافي وتضاريس خاصة يمكنه من الاستفادة من الأجواء اللطيفة حيث تمتد من الشرق إلى الغرب عند المحيط الأطلسي، مما يعطيه نوعًا من البرودة.