عاجل

المواجهة المباشرة بين روسيا والناتو تنتظر الرصاصة الأولى

بولندا تحشد قوات عسكرية تحسبًا لتحركات فاجنر المتمركزة في بيلاروسيا

  • 30
الفتح - المواجهة المباشرة بين روسيا والناتو أرشيفية

منذ انتهاء تمرد قوات فاجنر في روسيا، بعد سيطرتها على قاعدة عسكرية وتحركها في قافلة باتجاه موسكو، وهي الخطوة التي اُعتبرت التحدي الأبرز وغير المتوقع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ثم انتقال مقاتلي المجموعة العسكرية إلى بيلاروسيا بعد وساطة الرئيس لوكاشينكو بين بريجوجين قائد فاجنر والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تصاعدت التوترات بين موسكو وحلف الأطلسي، وهو ما يهدد باشتباك، حال إقدام فاجنر بعمل عسكري ضد بولندا.  

تأتي المخاوف البولندية على إثر تورطها المباشر إلى جانب أوكرانيا في الحرب الطاحنة على الحدود، إذ يقع مطار رزيسزو البولندي على بعد 45 ميلاً فقط من الحدود الأوكرانية، وأصبح البوابة الرئيسية للتدفق الكثيف للأسلحة الغربية والمساعدات العسكرية للجيش الأوكراني منذ بداية الحرب، حيث يعد مركزًا لوجستيًا غربيا لدعم أوكرانيا.

لم يمضِ وقت طويل، حتى تحولت المخاوف والتكهنات حول تهديدات فاجنر لبولندا، واقعًا بعد إعلان الرئيس البيلاروسي أنّ مقاتلي المجموعة "يضغطون عليه بشدة" لأنهم يريدون غزو وارسو المجاورة.

فيمت تتأهب بولندا إدراكًا منها لخطوة وجود قوات روسية بالقرب من حدودها، حتى لو كانت على خلاف مع قيادة الجيش الروسي،  وحشدت قوات عسكرية غرب البلاد، استعدادًا لأي تحركات مفاجأة لفاجنر باتجاه حدودها مع بيلاروسيا، وقد وصف زبيجنيو هوفمان، سكرتير اللجنة الأمنية البولندية، التدريبات المشتركة للجيش البيلاروسي وقوات فاجنر بالخطوة الاستفزازية.

كما أكد الرئيس البولندي أندري دودا أنّ وجود مقاتلي المجموعة في بيلاروسيا يمثل تهديداً محتملاً للدول المجاورة الواقعة على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

وفي حال تعرضت وارسو لهجوم من فاجنر أو القوات البيلاروسية حليفة روسيا في حربها ضد أوكرانيا، فإنّ هذا قد يدفع الناتو إلى تطبيق المادة 5 من الدفاع الجماعي للحلف الذي يجر الدول الأعضاء في الناتو إلى مواجهة مباشرة مع روسيا. 

وبعد نشر بولندا قوات قرب حدود بيلاروسيا، أكد السفير الروسي لدى بيلاروسيا، بوريس جريزلوف، أنه يجب أن تفهم السلطات البولندية والغرب ككل أن موسكو ومينسك على استعداد لصد أي تهديد، بغض النظر عن طبيعته وحجمه، مضيفًا أنه لا يمكن تصنيف الخطوات الأخيرة التي اتخذتها السلطات البولندية على أنها تحضيرات لأعمال عدوانية واسعة النطاق.

ونقلت مجلة "نيوزويك الأمريكية" في وقت سابق، عن النائب الروسي أندريه كارتابولوف، الذي سبق أن شغل منصب نائب وزير الدفاع الروسي، أن بوتين طرد مجموعة فاجنر إلى بيلاروسيا للتحضير لهجوم على بولندا، لافتًا أن عناصرها يدربون القوات المسلحة البيلاروسية، لكن ليس لهذا فقط هناك شيء مثل ممر سوالكي الاستراتيجي، الذي يمتد على طول الحدود الشمالية الشرقية لبولندا، وهو مهم من الناحية الاستراتيجية من الأراضي البولندية بين روسيا وجيب كالينينجراد الذي لطالما كان نقطة شائكة بالنسبة لروسيا. 

ورغم تجاوز الحرب لأكثر من (500 يوم) لا تزال بلا نصر، فيما يبدو أن الغرب نجح في توريط روسيا داخل أوكرانيا، مع الاكتفاء بدعم أوكرانيا بالأسلحة والتدريب والدعم اللوجستي، فمن الواضح أنّ الغرب يسعى لإطالة أمد الأزمة، ما يعني الضغط على القيادة السياسية الروسية، المطالبة بتحقيق نصر في أوكرانيا، وهو ما لا يبدو أنه سيتحقق على المدى القصير أو المتوسط. 

ومع ذلك تُصعد روسيا هجماتها على خطوط التماس العسكرية مع أوكرانيا، في وقت يتعثر فيه الهجوم الأوكراني المضاد، الذي عوّل عليه الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لإحراج روسيا عسكريًا، وكذلك تضغط روسيا بأوراق أخرى مثل الانسحاب من اتفاقية الحبوب وتحميل أوكراينا وداعميها الغربيين المسؤولية، فيما جاء الوقت للعب بورقة قوات فاغنر، والاستفادة من أزمة التمرد الأخيرة، بدفع هذه القوات إلى حدود الناتو، على مقربة من بولندا، وهو ما يهدد باتساع نطاق الصراع، ودخول الناتو وروسيا في صراع عسكري مباشر.

الابلاغ عن خطأ