"الثانوية العامة ليست نهاية العالم".. رسالة إلى الطلاب وأولياء الأمور

معلمون وتربويون: خطوة اجتهادية تصيب وتخطئ والحياة فرصها لا تنتهي

محمد علاء الدين

  • 38
الفتح - طلاب الثانوية أرشيفية

"الثانوية العامة ليست نهاية العالم".. كانت هذه رسالة المعلمين والتربويبن إلى الطلاب وأولياء الأمور؛ بعد إعلان النتائج وأيًا كانت الكلية التي سيستقر عليها الطلاب طبقًا لتنسيق الثانوية العامة، مؤكدين أنها خطوة اجتهادية تصيب وتخطئ والحياة فرصها لا تنتهي.

في البداية يقول أحمد سالم، مدرس أول بالثانوية العامة، إننا مطالبون جميعًا بالسعي في تعليمنا وأعمالنا ووظائفنا حتى نحقق إحدى الغايات الكبرى وهي إعمار الأرض بكل الوسائل المتاحة لدينا.

ويضيف "سالم" في تصريحات خاصة لـ "الفتح"، أن الوقت الآن ليس وقت تأنيب أو معاتبة بالتقصير، فكل واحد منا مقدر رزقه من المال والتعليم والوظيفة، وكل المطلوب منا مداومة السعي والاجتهاد، مهما كانت كليتك أو وظيفتك المستقبلية اجتهد فيها وكن الأول دومًا.

ويؤكد هيثم جمال، لايف كوتش، أن النجاح وسيلة للفلاح، لافتًا إلى أن مفهوم النجاح يمكن تلخيصه في أنه حاصل ضرب التوازن بين الأشياء.

ويقول "جمال" في تصريحات خاصة لـ "الفتح" أن جامعة هارفارد أجرت بحثًا كبيرًا عن الناجحين في أكثر من 75 سنة، وجدوا أن الناس يرون في وقت من الأوقات النجاح في الشهرة، وفي وقت آخر النجاح في المال، لكن بعد أن أكملوا المقياس العام طوال هذه السنوات اكتشفوا أن النجاح يتمثل في العلاقات الجيدة، مؤكدًا أن الشخص صاحب العلاقات الجيدة يعد أكثر الشخصيات سعادة ونجاحًا في الحياة.

ويوضح مدرب تطوير الذات أن الوصول إلى النجاح يتطلب المعرفة أولًا بأركانه، وهي تتمثل في تحديد الهدف والحصيلة التي ينبغي الوصول إليها خلال فترة زمنية محددة، المرونة بين تحقيق كل هدف آخر، العمل الدؤوب والمبادرة لا انتظار الفرص، وأخيرًا النوايا الإيجابية وهي إحدى أدوات اليقظة التي تعطينا التوجيه الدقيق لأفعالنا والذي سيقودنا إلى تلبية احتياجاتنا وتحقيق أهدافنا.

 ويؤكد "جمال" أن من أبرز وأهم قوانين النجاح "قانون السعي"، فعلى مريد النجاح أن يسعى دائمًا لتحقيق أهدافه، لافتًا إلى أن الفرق بين الشخص الناجح وغير الناجح هو ذات الفرق بين الهدى والهوى، فالهوى هو أن تفعل الشيء على حسب الحال والمزاج، أما الهدى أن تفعل الشيء على كل حال، وهذا الفرق بين الناجح وغير الناجح، فالناجح صاحب هدى واستقامة، فالبطل العالمي يتدرب رغم الألم وينجح رغم ألمه.

أما محمود إمام، استشاري تربوي، فيرى أن النجاح لا يعني حجم الأموال التي جمعتها، ولا الدرجة العلمية التي تحصلت عليها، مشيرًا إلى أن النجاح يختلف من شخص لآخر حسب المعطيات التي أتيحت له في حياته.

ويؤكد "إمام" في تصريحات خاصة لـ "الفتح"، على أن النجاح يتلخص في: أولًا كيفية استغلال المهارات والمواهب، ثانيًا استغلال الفرص التي أتيحت في الحياة، ثالثًا التغلب على العقبات التي تواجه الشخص.

ويشدد الاستشاري التربوي على ضرورة تحديد الأهداف بشكل دقيق وذكي بمعنى أن يكون الهدف واضحًا، قابلًا للتقييم، واقعيًا غير مستحيل، مرنًا، ومرتبطًا بوقت. 

ويختتم "إمام" بالقول: "لا بد من اتخاذ قدوة خلال تحقيق الهدف حتى يتولد لدى الشخص الدافع والحافز والرغبة والخطوات نحو النجاح، كذلك سيضع ضوابط للشخص نفسه خلال تحقيق الهدف، وكما قال القائل فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح".