عاجل
  • الرئيسية
  • الأسرة والطفل
  • اكتئاب ما بعد الزواج.. خطوة في طريق الطلاق المبكر.. خبراء صحة نفسية: الفضفضة والمصارحة بين الزوجين الحل الأوحد

اكتئاب ما بعد الزواج.. خطوة في طريق الطلاق المبكر.. خبراء صحة نفسية: الفضفضة والمصارحة بين الزوجين الحل الأوحد

محمد علاء الدين

  • 40
الفتح - اكتئاب أرشيفية

تؤكد العديد من الدراسات الحديثة أن السبب الرئيس في ارتفاع حالات الطلاق المبكر يعود إلى اكتئاب ما بعد الزواج والذي يصيب واحدة من كل عشر نساء متزوجات حديثًا. 

النساء لسن وحدهن المعرضات لهذا النوع من الاكتئاب وإنما يصاب به الرجال أيضًا، وحول هذا الموضوع تستطلع "الفتح" آراء الخبراء واستشاري الصحة النفسية لمعرفة أسباب وأعراض اكتئاب ما بعد الزواج، وكيفية التخلص والوقاية منه.

في البداية، قال الدكتور أحمد علام، استشاري الصحة النفسية، إن الزواج في حد ذاته إنجاز كبير، فالزواج يعني تكوين أسرة جديدة واستقرارًا وسكينة؛ لكن أحيانًا لا يدوم هذا الزواج بسبب الشعور الذي ينتاب البعض مباشرة فور انقضاء شهر العسل وهو "فلان لا يستحق أو تستحق الارتباط بها، فلان ليس الخيار المناسب وقد تسرعت في هذه الزيجة، هذا النسب لا يشرفني".

وأرجع "علام" في تصريحات خاصة لـ "الفتح"، سبب هذا الشعور إلى سقوط الأقنعة التي كان يخفيها أحد الشريكين عن الآخر أو ارتفاع سقف التوقعات خلال اختيار شريك الحياة والنظر بمثالية كبيرة، فتتسرب هذه الأفكار.

وأضاف استشاري الصحة النفسية: "كذلك الشعور بالمسئولية التي لا يضعها البعض في الحسبان، وقد يكون الطرفان يقدران المسئولية إلا أن الواقع يصبح أكبر بكثير، تقارن الفتاة حياتها قبل الزواج كيف كانت مرفهة وكيف أصبحت مسئولة عن بيت بالكامل.

ويتابع: "تظن الفتاة أن الحياة عبارة عن كلمات حب وعواطف ثم تصدم بالأحداث والالتزامات والخلاف مع شريك الحياة في كيفية إدارة أمور المنزل، وتبدأ التساؤلات المدمرة يا ترى ارتباطي بهذا الشخص كان صحيحًا، يا ترى كان من الأولى التأجيل والتمهل في الاختيار، وعندما تدور هذه الأفكار في الأذهان فإن هذا كفيل أن يدخلنا في دائرة الاكتئاب".

وعن الحلول المقترحة لمواجهة اكتئاب ما بعد الزواج، قال "علام": "الحل يكمن في فتح حوار متبادل بين الطرفين، وللأسف أخطر ما يمكن أن يحدث هو الفضفضة مع طرف ثالث سواء قريب أو صديق أو حتى الأم والأب، لا بد من التواصل المباشر بين الطرفين ومصارحة الآخر بعيوبه بشرطين اختيار الوقت المناسب وبطريقة لائقة مهذبة لا يكون فيها انتقاص أو انفعالات جارحة.

وحذر من أن عدم الفضفضة يسبب ضغوطًا نفسية بل أمراضًا عضوية يصعب التخلص منها مثل السكر والضغط، ولا بد من تفريغ الضغوط، وقد طالبت عشرات المرات بضرورة عمل دورات تثقيفية إجبارية قبل الزواج لمعرفة طريقة التعامل بعد الزواج ومعرفة المرحلة الجديدة المقبلين عليها وهي أهم مرحلة يمكن أن تعصف بحياة الناس بالكامل".

وعن أعراض اكتئاب ما بعد الزواج، عدد الدكتور عبدالفتاح درويش أستاذ علم الاجتماع جامعة المنوفية، أمورًا منها: "الرغبة الدائمة في الانعزال سواء مع شريك الحياة أو التجمعات العائلية، صعوبة في النوم، وحزن شديد مستمر دون سبب ملموس، عدم التركيز في أداء أي من المهام أو الواجبات اليومية".

وأضاف "درويش" في تصريحات خاصة لـ "الفتح": "ومن الأعراض البكاء لأتفه الأسباب والحساسية الزائدة في التعامل مع المواقف حتى وإن لم تكن محرجة، إضافة إلى تغيرات في الشهية والوزن، إما زيادة أو نقصان، عدم الاهتمام بالنفس أو بالطرف الآخر".

تابع: "وأخطر الأعراض التي يمكن رصدها التفكير السلبي الدائم والذي يصل إلى حد التفكير في الانتحار، وللأسف قد لا يشعر الشريك بكل هذه الأمور ويأخذها على محامل أخرى".

وعن انتقال الاكتئاب للأطفال، أكد "درويش" أنهم لن يتأثروا بالاكتئاب عن طريق الجينات، وإنما طالما الجو العائلي محتقنًا فالتأثير سيؤثر سلبًا على الحالة النفسية والتحصيل الدراسي وسلوكهم وردات الفعل العنيفة.