خبير اقتصاد لـ"الفتح": "بريكس" الحالية لطمة قوية للهيمنة الغربية.. والتعامل بالعملات المحلية أبرز موضوعاتها

  • 23

قال الدكتور أحمد مصطفى، خبير الاقتصاد السياسي ورئيس مركز آسيا للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قمة "بريكس" الحالية تعد لطمة قوية من دول المجموعة على جبين الهيمنة الغربية؛ فهذه الدول اقتصاداتها مجتمعة أقوى من اقتصاديات دول "السبع". منوهًا بأنه أثناء قمة "سانت بطرسبرغ" طُرحت فكرة العملة الموحدة وعلقت عليها حينذاك وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ورئيسة وزراء البرازيل السابقة التي صارت فيما بعد رئيسة بنك تنمية مجموعة "بريكس"، وربما لا تُطرح مسألة العملة الموحدة في تلك القمة رغم ما يمثله هذا الأمر من الاستقلالية والسيادة النقدية لتلك الدول، لكن ربما يُطرح موضوع التعامل بالعملات المحلية بصورة أكثر وسيكون هو السمة الغالبة على القمة خصوصًا مع تطور البنى التحتية الرقمية، وهناك نحو 500 مليون أفريقي -من ضمن تعداد سكان العالم البالغ نحو مليار و400 مليون نسمة- لا يحملون هوية رقمية؛ وهذه فرصة كبرى للدول المتقدمة في هذا المجال كروسيا والصين لاقتحام هذا المجال داخل القارة السمراء.

وتابع أن مجال الرقمنة سيفتح موضوع التعامل بدايةً من خلال مثلا آلية "بوكيت شير" على موضوع التعامل بالعملات المحلية الرقمية، وقد صدر بالفعل الروبل الروسي الرقمي خلال الشهر الجاري، وهناك في مصر ربما ستكون الدولة الأفريقية التي ستصدر الجنيه الرقمي، خصوصا أن هناك ستة بنوك أكدت بالفعل الرقمنة في مصر منها بنكان محليان وواحد إسلامي وثلاثة بنوك خاصة، وأن القاهرة بالفعل مؤهلة وبشدة للدخول في هذه العملية؛ خاصة أن مجموعة "بريكس" توجد بينها تعاملات بين الصين وروسيا، وموسكو ونيودلهي، وبكين وبرازيليا التي تتعامل مؤخرًا بالعملات المحلية وربما تتعامل باليوان أو بالبدائل كالذهب مثلا.

وأضاف مصطفى في تصريح خاص لـ"الفتح" أن القمة بالفعل فيها نوع من التخلص من هيمنة النظام الاقتصادي والمالي العالمي؛ فمن ناحية العدد فهناك نحو 22 دولة وربما أكثر أو أقل تقدموا للدخول في تلك المجموعة، كمصر والجزائر والسعودية والإمارات وتركيا وإيران والأرجنتين وغيرهم، وهذا في حد ذاته يعد ضربًا للهيمنة والتوغل الأمريكي الأنجلوساكسوني الذي كان يتسيد العالم.