أثار قرار جامعة القاهرة بتعديل لائحة كلية الهندسة لتقليص عدد مستويات الدراسة بها؛ ما يتيح للطلاب التخرج بعد أربعة أعوام فقط، وليس خمسة، ردود أفعال متباينة، ففي حين انتقدت نقابة المهندسين القرار؛ إذ ترى أنه سيتسبب بانخفاض مستوى المهندسين، حسب تصريحات النقيب، أشاد به مختصون تخرجوا في كلية الهندسة.
ومن المُقرر بدء العمل باللائحة الجديدة مع بداية العام الدراسي الجديد 2023/2024، وتسمح بالتخرج بعد الانتهاء من متطلبات التخرج دون التقيد بعدد من السنوات، والسماح للطالب بالدراسة بالخارج سواء عام دراسي كامل طبقًا لشروط محددة أو أطول من عام دراسي حال وجود اتفاقيات ثنائية مع جامعات دولية، بالإضافة إلى السماح بعمل فصل دراسي كامل بالصناعة طبقًا لشروط محددة، كما أن النظام الجديد يتمتع بحزمة برامج جديدة متميزة في تخصصات غير نمطية ونظام دراسي حديث لتقديم خريج متميز مؤهل لسوق العمل، بحسب الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة.
وأكد الدكتور حسام عبد الفتاح، عميد كلية الهندسة بجامعة القاهرة، أن اللائحة الدراسية الجديدة ستطبق بنظام الساعات المعتمدة بالكامل والتي تتراوح بين 154 إلى 159 ساعة دراسية معتمدة مطلوبة للتخرج وفقًا للبرنامج الدراسي، وتتيح للطالب اختيار الالتحاق بأحد البرامج العامة أو التخصصية طبقًا لشروط محددة، كما تُتيح تسجيل برنامج فرعي "minor"، وذلك لأول مرة على مستوى كليات الهندسة بالجامعات الحكومية، مشيرًا إلى أن اللائحة الجديدة تتضمن 13 برنامجًا عامًا، و15 برنامجًا تخصصيًا، و12 برنامجًا فرعيًا، وتشترط اجتياز الطالب تدريبًا صيفيًا بنجاح للتخرج.
على الجانب الآخر، أبدى طارق النبراوي، نقيب المهندسين، اختلافه مع اللائحة الجديدة بشدة لأسباب كثيرة، منها: أن التشبه بالأنظمة التي تتم في الخارج تفتقد لمعرفة الطالب المصري وظروفه المختلفة عن البلاد الأخرى الأجنبية، بالإضافة إلى البيئة المحيطة به والمستوى العلمي والأكاديمي الذي يقدم له.
وأشار إلى أنه إذا كانت هناك جامعة أو أكثر تحقق المستوى العالي فهناك ما يزيد عن 125 مركزًا علميًا يقدم خريجين للانضمام لنقابة المهندسين؛ فهناك مشكلة جسيمة في هذا الموضوع، مشيرًا إلى أن هناك نقطة أخرى بالغة الأهمية وهي أن الساعات المعتمدة كلها بنظام الاعتماد المالي فتكون فيها مصاريف مالية ونحن نتحدث هنا عن تعليم حكومي يجب أن يكون مجانيًا أو برسوم رمزية، مؤكدًا أن هذا الموضوع يؤدي إلى فرق بين المستويات.
وأوضح "النبراوي" -في تصريحات خاصة لـ "الفتح"- أن هناك كليات ستكون بنظام أربعة أعوام وأخرى بنظام خمسة أعوام؛ مما لا يؤدي إلى عدم تكافؤ الفرص ويحدث انهيار لمهنة الهندسة، قائلًا: إذا أرادوا تغيير سنوات الدراسة والنزول بها لأربع سنوات أو ثلاث سنوات فهم أحرار، لكن يجب أن يرتبط هذا بإجراء اختبار لكل خريجي الكليات والمعاهد والمراكز الهندسية موحد على غرار الثانوية العامة ويجري فيه اختبار الجميع؛ للتأكد من مستواهم وإمكانية مزاولتهم المهنة ودخول نقابة المهندسين.
ويرى المهندس محمد النجار، رئيس قسم تكاليف هندسية وسلاسل إمداد بالمملكة العربية السعودية، أن النظام الجديد ليس له أي علاقة بالمحتوى العلمي؛ إذ إن الدراسة بنظام الساعات المعتمدة نظام عالمي معمول به في أكبر وأعرق جامعات ومعاهد الهندسة في العالم مشيرًا إلى أن جامعة القاهرة هنا ليست أكثر من ناقل مستفيد بنظام تعليمي يوفر خيار الانتهاء من كلية الهندسة في أربعة أعوام وفصل دراسي بدلًا من خمسة أعوام أي أن كل ما يمكن توفيره من عمر الدراسة فصلين دراسيين فقط؛ إذ يجري العمل في هذه الأنظمة بالساعات المعتمدة على ثلاثة فصول دراسية.
وأوضح "النجار" -في تصريحات خاصة لـ "الفتح"- أن الميزة هنا في هذا النظام أنه يمنح الطالب مرونة فيما يدرسه من مقررات خلال الفصل الدراسي مع اشتراط أن الطالب لا يمكنه تسجيل بعض المقررات إلا بعد دراسة مقررات أخرى ممهدة لها، مثل: مادة الرياضيات التي تنقسم إلى ثلاثة مقررات رياضيات ١ ورياضيات ٢ ورياضيات ٣؛ فالطالب لا يمكنه تسجيل رياضيات ٣ قبل الانتهاء من المقررين ١ و٢.
