انقلاب عسكري يطيح برئيس الجابون.. وضباط في الجيش والشرطة يحتجزون "بونجو" بعد إعلان نتيجة الانتخابات

  • 37
الفتح - انقلاب الجابون أرشيفية

أعلنت مجموعة من ضباط الجيش والشرطة في الجابون، يوم الأربعاء الماضي، استيلاءهم على السلطة في البلاد، بعد ساعات من إعلان اللجنة الانتخابية فوز الرئيس علي بونجو بولاية ثالثة رسميًا.

وأظهر بيان مصور من مقر الرئاسة ضباطاً في الجيش يرتدون الزي العسكري يعلنون إغلاق الحدود وحل المؤسسات الحكومية، كما أعلنوا أيضًاً تشكيل لجنة انتقالية من أجل تنظيم انتخابات جديدة.

وأعلن العسكريون الذين أكدوا أنهم يتحدثون باسم "لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات"، أن تحركهم "بسبب حوكمة غير مسؤولة تتمثل بتدهور متواصل للحمة الاجتماعية ما قد يدفع بالبلاد إلى الفوضى،.. قررنا الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم". وأضافوا في وقت لاحق أن الرئيس بونجو قيد الإقامة الجبرية.

وجاء الاعلان بعد نشر النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي جرت السبت وأظهرت إعادة انتخاب الرئيس بونجو الذي يحكم البلاد منذ 14 عامًا، لولاية ثالثة بحصوله على 64,27 % من الأصوات.

وتولى بونجو البالغ من العمر 64 عامًا مقاليد الحكم في عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونجو أونديمبا الذي حكم هذا البلد الصغير الواقع في وسط إفريقيا والغني بالنفط لأكثر من 41 عامًا، ونددت المعارضة بتواصل حكم "سلالة بونجو" لأكثر من 55 عامًا.

وكان علي بونجو مرشحًا لولاية ثالثة خفضت من سبع إلى خمس سنوات في انتخابات السبت التي شملت ثلاثة اقتراعات رئاسية وتشريعية وبلدية كلها بدورة واحدة.

وجاء هذا التطور فيما تشهد البلاد حظر تجول وانقطاعًا للإنترنت في كل المناطق في إطار إجراءات اتخذتها الحكومة السبت قبل إغلاق مراكز الاقتراع، بمزاعم  منع نشر أنباء كاذبة" وحصول "أعمال عنف" محتملة.

ولحقت الجابون، بالنيجر، التي أطاح جيشها في نهاية يوليو الماضي، بالرئيس محمد بازوم، وشكلوا مجلسًا انتقاليًا لإجراء انتخابات جديدة، وبعد ساعات قليلة من الإعلان عن إلغاء الانتخابات في الجابون، أعلنت الحكومة الفرنسية إدانة الأحداث وأنها تأمل "احترام نتائج الانتخابات". 

فيما علقت شركة التعدين الفرنسية "إيراميت"، التي تملك وحدة "كوميلوج" لإنتاج المنجنيز في الجابون، كل عملياتها في البلاد على خلفية التحرك العسكري.

وتعد الجابون الواقعة في وسط القارة السمراء، غنية بالموارد الطبيعية، وتُعتبر رابع أكبر منتج للنفط في إفريقيا جنوب الصحراء، وعضواً فاعلاً في "منظمة الدول المصدرة للنفط" (أوبك).

وتنتج البلاد التي لا يزيد عدد سكانها على 2.14 مليون شخص، نحو 181 ألف برميل من النفط يومياً، ولديها احتياطيات نفطية مؤكَّدة تُقدَّر بمليارَي برميل. وبالإضافة إلى النفط، فإن البلاد تمتلك وفرة من المواد الأولية، مثل المغنيسيوم.

وتعاني الجابون التي تشهد تراجعًا اقتصاديًا بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية من ارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض حادّ في الإيرادات المحلية، إضافة إلى انخفاض الصادرات والاستثمار الأجنبي المباشر، ما أدى إلى عجز مالي كبير.