عاجل
  • الرئيسية
  • سوء الأخلاق وانتشار الرذيلة تضع مواقع التواصل الاجتماعي في قفص الاتهام

سوء الأخلاق وانتشار الرذيلة تضع مواقع التواصل الاجتماعي في قفص الاتهام

  • 116
صورة أرشيفية

في الفترة الأخيرة انتشرت بشدة ظاهرة تجارة المتعة الحرام والدعارة العلنية في أغلب مواقع التواصل الاجتماعي التي يستغلها البعض في الترويج لبضاعة رخيصة، مستغلين بذلك ثورة المعلومات والتكنولوجيا الحديثة، وفي هذا التحقيق نحاول رصد الظاهرة وأضرارها مع وضع حلول لها.

في البداية يري الشيخ رجب أبو بسيسة عضو مجلس شوري الدعوة السلفية، أن المواقع والصفحات الإباحية التي انتشرت في الآونة الأخيرة سبب من أسباب سقوط الدول ، موضحا أنها تجعل روادها شهوانيين، وتصرفهم عن البناء، وعمارة الأرض .

وأضاف "أبو بسيسة" أن الدولة تلقي الشباب في البحر بدون أن تعلمه السباحة، وتقول له إياك من الغرق، في ضوء إتاحة الصفحات الإباحية لدي الصغير والكبير، مع غياب الرقابة عليها.

وشدد الشيخ رجب علي أن الدستور الحالي في مادته الثانية يكفل تطبيق الشريعة الإسلامية، واستحداث قوانين تمنع مثل هذه الصفحات.

وعن الخطاب الدين قال أبو بسيسة، التوجيه الديني فقط لا يكفي، بل علي العلماء ورجال الدين بالأزهر والدعوة السلفية الاقتراب من الشباب، وتحديد المشكلة وأبعادها، وإعطاء طرق لحلها. وطالب المؤسسات الدينية ألا تكتفي بمقولة: "حلال وحرام" بدون توجيه من الجميع؛ لأن الشباب وغيرهم إذا وقع فريسة لشهوته فسوف تتحكم فيه، وتدفعه لفعل أي شيء إرضاء لشهوته وغريزته.


وطالب عضو شورى الدعوة السلفية بتيسير الزواج وفتح أبواب الحلال حتى نستطيع أن نغلق أبواب الحرام.

لافتا إلي أنه ما دامت أبواب الحلال مغلقة فتفتح أبواب الحرام، مشددا علي ضرورة وضع حل عاجل لأزمة البطالة في مصر لأنها أم المشاكل والكوارث.

ويؤكد الشيخ علي أبو زهرة من علماء الأزهر، أن ما يحدث من خلال مواقع التواصل الاجتماعي من عرض ممارسة الرذيلة وقبول هذا العرض ممن يلهثون خلف شهواتهم، حرام شرعا، ويخالف تعاليم الدين الإسلامي.

وأضاف "أبو زهرة" أن مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، وعلي كل عاقل أن يأخذ منها ما ينفعه فقط، ويترك الموبقات التي تهدد كيان الإنسان وتخلخل عقيدته ، مطالبا الأجهزة المعنية بإحكام الرقابة علي تلك المواقع ، وحذف أي مشاهد مخلة بالآداب العامة أو تحض علي الرذيلة والفسق .

ويري الدكتور طه جلال أستاذ الدعوة بجامعة الأزهر الشريف، أن انتشارالرذيلة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي حرب فتاكة تدمرالنشء بأكمله، فضلا عن محو قيم المجتمع السامية.

وأضاف "جلال" أن بعض الصفحات تكون وهمية تستخدم من خلال أجهزة دولية تهدف إلي تدمير الشعوب العربية ، وإشباع الرغبات المكبوتة؛ وهذا كله له تأثير سلبي علي سلوك أفراد المجتمع.

وطالب الدكتور جلال رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالانتباه جيدا لأن الأسلحة التقليدية التي كانت تستخدم من قبل في محاربة الشعوب، قد تم استبدالها بأخري أشد فتكا علي المدي البعيد .

وشدد علي ضرورة تطويع التقدم العلمي لخدمة البشرية، مطالبا السلطات المختصة بإحكام الرقابة علي تلك الصفحات، والتعامل معها والتوصل إلي أصحابها وتطبيق القانون عليهم.

ومن جانبها، ترى الدكتورة سامية الجندي، أستاذعلم الاجتماع وعميد كلية الدراسات الإنسانية بجامعة القاهرة، أن الدعارة أصبحت علنا مما يؤذي الشعور العام ويخدش الحياء والآداب العامة، موضحة أن الكثير من رواد تلك الصفحات هم من الشباب وأغلبهم حديث السن.

لافتة إلي أن حالة الفراغ التي يعيش بعض الشباب فيها تدفعه إلي اقتحام المجهول، والبحث عن كل ما هو شيق وممتع بالنسبة له خاصة في مرحلة المراهقة.

وشددت "الجندي" علي ضرورة انتباه الأسرة وعمل الرقابة الأسرية علي أجهزة الكمبيوتر، وحجب المواقع والصفحات الإباحية، مشيرة إلي التوجيه المعنوي والتعليمي بخطورة مشاهدة تلك الصفحات والتعامل مع أصحابها ، مع تقديم النصح والإرشاد للشباب.

ويقول الدكتورعمر أبو الخير، أستاذ علم النفس والاجتماع بآداب بني سويف، البطالة وتأخر سن الزواج من العوامل التي تدفع رواد الصفحات الإباحية وعروض ممارسة الرذيلة علي مواقع التواصل الاجتماعي.

لافتا إلي أن هناك مشكلات أسرية يقوم الأزواج بالهروب منها وعدم مواجهتها؛ بالبحث علي مواقع التواصل عبر شبكة المعلومات التي تطورت تطورا مزعجا، موضحا أن التقدم العلمي قد اقتحم كل شبر علي وجه الأرض، والمعلومة أصبحت تنتقل في ثوانٍ معدودة.

وطالب "أبو الخير" الحكومة بعمل برامج توعية للشباب والنشء وعدم تركه فريسة في يد من لا يرحم، ويهدف إلي تدميرالهوية والعقيدة، مع مراعاة تركيز الخطاب الدين علي مثل تلك الظواهر .


ومن هنا يتبادر السؤال إلي الأذهان: هل فشلت الأسلحة التقليدية في محاربة الشباب؛ ومن ثم تم ابتكار سلاح الشهوة والمتعة الحرام بدلا من الرصاص والقنابل؟!