انطلاق المرحلة الثانية من مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية

تستهدف 30 مليون مواطن في 11 محافظة.. وتوصيات بتنفيذ حملة توعية لدعمها

  • 23
الفتح - أرشيفية

أطلقت وزارة الصحة المرحلة الثانية من مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية بـ١١ محافظة، تستهدف فحص 30 مليون مواطن، على أن يتم إطلاق المرحلة الثالثة بحلول الربع الأول من العام الجديد 2024.

وأشاد خبراء صحة بالمبادرة التي انضمت إلى أخرى سابقة أثمرت عن إنهاء فيروسات الكبد وقوائم الانتظار، مؤكدين أنها تسهم في زيادة هذا الوعي بجانب ما تحمله من خدمات اكتشاف هذه الأورام مبكرًا وتوفير العلاج لها سواء الطبي أو الجراحي.

وقال الدكتور محمد عز العرب، مؤسس وحدة سرطان الكبد، وسكرتير عام جمعية سرطان الكبد المصرية، إن المبادرة بدأت في مارس 2022م، وكانت مقتصرة على الكشف عن أورام وسرطان الكبد، وأضيف لها 4 أورام، في المرحلة الثانية.

وكشف عز العرب في تصريحات لـ "الفتح" أنه بخلاف الكشف عن سرطان الثدي الذي يدخل ضمن إطار مبادرة صحة المرأة، حددت الدولة 4 أورام أخرى هي القولون، الرئة، البروستاتا، وعنق الرحم، لأنها الأكثر حدوثًا وتسببًا للوفاة بين مجموع السرطانات الموجودة في مصر. 

وبيّن مؤسس وحدة سرطان الكبد أن مبادرة الكشف المبكر هدفها عرض الفئات الأكثر عرضة لحدوث الأورام للكشف المبكر، من خلال الفحوصات المختلفة، موضحًا أن فلسفة المبادرة تتمثل في أنه كلما تم اكتشاف الورم في مرحلة مبكرة؛ فإنه يسهل علاجه بطريقة فعالة.

ونوه عز العرب بأن المبادرة تحظى بدعم المجتمع الطبي وكذلك المجتمع المدني، مطالبًا بأن تصاحبها حملة أخرى تعمل على نشر الوعي لدى المواطنين من خلال البرامج الحوارية والبرامج التوعوية في جميع وسائل الإعلام، وأيضًا ضرورة إطلاع الناس على الأعراض المصاحبة للأورام، وما هي الفئات المستهدفة من خلال المبادرات الصحية، علاوة على توعية الناس حول كيفية الوقاية من الأورام خاصة أنه يمكن الوقاية من الكثير من الأمراض من خلال اتباع الإرشادات، أو من خلال العلاج المبكر بالنسبة لطرق العلاج والتوجه للمراكز المتخصصة لعلاج الأورام.

وهو ما أيده، الدكتور وائل سمير، عضو اللجنة الصحية لحزب النور، الذي يرى أن مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية هي محاولة لاكتشاف هذه الأمراض من جهة، إلى جانب توعية المواطنين ولفت نظرهم إلى أهمية هذه الأورام من جهة أخرى، خاصة أن غالب المواطنين في كثير من المناطق –لا سيما المحافظات البعيدة– يكون لديهم ضعف في الوعي حول الثقافة الطبية وضعف في التواصل مع المجتمع فيما يتعلق بتوعيتهم وفي توفير خدماته.

ويرى سمير أن المبادرة تسهم في زيادة هذا الوعي بجانب ما تحمله من خدمات قد تكون سببًا في اكتشاف هذه الأورام مبكرًا وتوفير العلاج لها سواء الطبي أو الجراحي، وأنها خطوة طبية "مهمة" سينتفع منها المواطنون.

وأكد سمير في تصريحات لـ "الفتح" أنها خطوة حقيقية على طريق الرعاية الصحية على أمل أن تكون مدمجة بشكل مستدام في خدمة الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن التأمين الصحي الشامل غير متوفر في جميع الأماكن، ومن ثم فإن هذه المبادرة وغيرها تسعى بقدر المستطاع أن توفر بعض الخدمات المهمة التي يحتاجها قطاع عريض من المرضى، خاصة مرضى الأورام إلى أن تصير اختبارات الكشف المبكر أمرًا مدمجًا بشكل منتظم وبشكل طبيعي في الفئات المحتملة بالإصابة. 

وشدد على ضرورة أن تكون هناك استمرارية لاختبارات الفحص كخدمة صحية وتعميمها على كل المواطنين، مع إحالة المواطنين الذين هم في بداية الخطر إلى اختبارات الكشف المبكر بشكل دوري سواء بالتحاليل أو بالأشعة المختلفة أو بالكشف الطبي، مشددًا على أن المرضى أصحاب احتمالية الإصابة بهذه الأمراض يجب أن يكونوا واعين بالمتابعة ويهتموا بالفحوصات التي تكشف هذه الأورام مبكرًا.

كما أوصى بضرورة توفير هذه الفحوصات مجانًا إذا أمكن ذلك، متطلعًا أن تحظى مبادرة الكشف المبكر عن الأورام بنفس نجاح مبادرات 100 مليون صحة وأن يجعل الله فيها الشفاء لجميع المواطنين.