عاجل

ماذا بعد قمة العشرين؟

خبراء: غياب روسيا والصين ترك أثرًا.. والقمة أوجدت مساحة مشتركة لبعض القضايا

  • 28
الفتح - أرشيفية

أسفرت مخرجات قمة مجموعة العشرين بالهند مطلع الأسبوع أعمال القمة الـ 18 لرؤساء دول وحكومات مجموعة "العشرين"، للمرة الأولى في تاريخها عن انضمام الاتحاد الإفريقي إلى عضوية مجموعة العشرين وتم اختيار الاتحاد الإفريقي كعضو دائم في مجموعة العشرين، في قمة نيودلهي 2023 ، كما تصدر تغير المناخ والتنمية الاقتصادية جلسات القمة ومخرجاتها أيضًا، وأُعلن خلالها عن مشروع "ممر" يربط الهند وأوروبا عن طريق خطوط السكك الحديدية والنقل البحري يمر بالشرق الأوسط، إذ وُقع على اتفاق مبدئي بين أمريكا والإمارات والسعودية والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، إلى جانب بعض الأمور الأخرى.

وقد حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي القمة وشارك فيها بكلمة عبر فيها عن رؤية مصر فيما يتعلق بمختلف القضايا المطروحة للنقاش، والتقى خلالها بعدد من القادة منهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية والمستشار الألماني، وشارك كذلك في القمة الأفريقية الأوروبية المصغرة. 

وأشارت مخرجات القمة إلى الاشتراك في وجهات النظر المشتركة بخصوص تغير المناخ والتنمية الاقتصادية، وأُعلن خلالها عن مشروع "ممر" يربط الهند وأوروبا عن طريق خطوط السكك الحديد والنقل البحري تمر بالشرق الأوسط، وقد وُقع على اتفاق مبدئي بين أمريكا والإمارات والسعودية والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، إلى جانب بعض الأمور الأخرى

في هذا الصدد، قال الدكتور أحمد مصطفى، باحث الاقتصاد السياسي ورئيس مركز آسيا للدراسات السياسية والاقتصادية، إن عدم حضور روسيا والصين رغم دعوتهما بسبب التوترات العالمية كان مؤثرًا؛ فهما دولتان من أكبر الاقتصادات العالمية، واثنان من أقوى الجيوش العسكرية، وتجلبان معهما أصواتًا قوية ومؤثرة إلى طاولة المنتدى، باعتبارهما جزءًا من مجموعة العشرين، إذ تجلب بكين وموسكو معهما مستوى من النفوذ الاقتصادي، ودون وجودهما على طاولة المفاوضات لن تتمكن المجموعة من اتخاذ قرارات بتمثيل واسع أو بنفس القوة والدرجة من السلطة.

وتابع أنه ربما تم توسيع عضوية "بريكس" من 5- 11 دولة، لكنها لن تكون منافسًا لمجموعة العشرين؛ فدورها والغرض منها ينبع من كونها منصة عالمية أساسية للتعاون بين الأسواق الناشئة، وهذا الدور سيظل كما هو إلى حد كبير. مردفًا: ومن خلال الواقع يمكن القول إن "بريكس" ربما اكتسبت أهمية أكبر في الاقتصاد العالمي حاليًا بسبب اتساع عضويتها، فهي تضم الآن بعض أكبر الأسواق الناشئة (النامية) من نصفي الكرة الجنوبي والشرقي بما في ذلك جنوب إفريقيا.

في حين يرى الدكتور أيمن سمير، الخبير في العلاقات الدولية، أن القمة تمكنت من إيجاد مساحة مشتركة في الرؤى بخصوص الحرب الروسية الأوكرانية، وتناولت بعض القضايا التي ينبغي المضي فيها قدمًا خلال الفترة المقبلة فيما يتعلق بالديون وإصلاح منظمة التجارة العالمية والمؤسسات المالية الدولية.

وأضاف سمير أنه جرى أثناء القمة الحالية تشكيل تحالف لإنتاج وتسويق الطاقة الحيوية، وهي الطاقة النظيفة بهدف الوصول إلى (صفر كربون) وحماية الكوكب من الاحترار المناخي وآثاره المضرة، وهذا في حد ذاته يعد مكسبًا كبيرًا للبشرية جمعاء. مؤكدًا أن ملفات الطاقة والأمن الغذاء كانت حاضرة بقوة أثناء المناقشات ومتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تحسنًا ملحوظًا فيها.

وتابع أن الحضور العربي والإفريقي البارز خلال هذه القمة ستكون له عدة فوائد مستقبلية، أهمها وجود صوت عربي وإفريقي مؤثر في هذا التجمع الدولي الذي يضم نحو 85% من الناتج العالمي، و75% من حجم التجارة الدولية، بالإضافة إلى إعلاء مصالحهم وجعلهم شريكًا حقيقيًا فاعلًا في صياغة التفاهمات السياسية والاقتصادية المحيطة بهذه المجموعة الكبيرة، ليس فقط في المشروعات التنموية والاستثمار والبنى التحتية داخل بلادهم، لكن كذلك في وجهات النظر العربية الخاصة بالسلام والاستقرار، وأن يتحول الشرق الأوسط إلى منطقة هادئة تقوم على التفاهمات والمصالح المشتركة.