مؤكدا "حجية السنة".. متحدث الدعوة السلفية: السنة مبينة ومفصلة لمجمل القرآن وهي من الذكر الذي تعهد الله بحفظه

  • 66
الفتح - المهندس عبد المنعم الشحات، متحدث الدعوة السلفية

قال المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية: إن بداية شعور الأمة بالخطر هو إدراك وجود خطر غير البدع العملية التي بدأت عن طريق جهل بعض الناس ومحاولة اجتهادهم في العبادة كما يظنون، موضحا أن البداية في أن البعض كان يقلل من حجية سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويحاول أن يخدش هذا الأصل، مضيفا أن ما ذكره من تقليل البعض من حجية السنة قضية في غاية الأهمية.

وأوضح "الشحات" -خلال كلمته في ندوة الدعوة السلفية بعنوان "فاتبعوني"- أن اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- هو اتباع شأنه كله، لافتا إلى أن شأن النبي يبدأ بالقرآن الذي أوحاه إليه ربه -عز وجل- فبلّغه للأمة، وبين معناه بفعله، وتطبيقه، فكان دور النبي -صلى الله عليه وسلم- الجُوهري، هو إبلاغ هذا القرآن لفظا، وتطبيقه وبيان كيف يطبق، مشيرا إلى أنه بدأ يظهر بعد ذلك مصطلح السنة، والتي معناها في اللغة والشرع "الطريقة".

وأشار إلى أنه حينما يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث:  "... فمَن رغِب عن سنَّتي فليس منِّي" [صحيح البخاري]، ويقول:  "... عليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ ...." [صحيح أبي داود]، فلا يُتصور أن النبى يأمرنا هنا أن نأخذ بما ثبت في الحديث ونترك القرآن، فهذا مستحيل!، متابعا: فالسنة هي الطريقة في اللغة وفي الشرع كذلك، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- "فعليكم بسنتي" أي: طريقتي.

وأكد "الشحات" أن اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- مخاطب به كل الناس، وهو يشمل الدخول في دين الله -عز وجل- كله، مشيرا إلى أن السنة يحتاج إليها في بيان مجمل القرآن، وأنه إذا طُعن في السنة التي تبين القرآن، فسوف يبينه كل صاحب هوى على هواه، وأما إذا ثبتت المرجعية علميا كتابا وسنة، فلا يسعنا إلا الالتزام بهذا، وإنما يأتي الخلل في أن يزاد في دين الله ما ليس منه فيخرج منه إلى البدعة، أو أن يقصر في الالتزام بشرع الله تبارك وتعالى فيخرج من هذا الى المعصية.

وأوضح أن مما يستعين به الشيطان على انحراف الناس عن هذا المنهج، أنه ابتداءً يجعلهم يكتفون بالقرآن ويتركون شرحه وبيانه وتفصيله الذي ورد في السنة، فضلا عن بيان سائر مسائل الدين، وكما قال الله -عز وجل-: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل: 44)، وأيضا الشرح المكمل والمتمم وهو شرح صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للكتاب والسنة؛ لأن كثيرا من القضايا التي بينها النبي للصحابة كانت بينة، فلم يسألوا عنها، وعلامة أنها كانت بينة لهم، أنهم لم يسألوا فيها، ثم استشكلها مَن جاء بعدهم.

وقال متحدث الدعوة السلفية: إذا نحن نعلم أن الصحابة فهموها على وجه رضيه الله -عز وجل- لهم؛ وذلك في قوله: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ"} (البقرة: 137)، كما رضيه رسوله -صلى الله عليه وسلم- لهم، وذلك في قوله: "فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ" (رواه أبو داود وصححه الألباني"؛ فكان معنى الاتباع أن نؤمن بالله -عز وجل- وبمحمد -صلى الله عليه وسلم-، وأن نعزم على اتباع طريقة النبي في كل صغير وكبير، وأن نعرف هذا من خلال مصادره الأصلية، الكتاب والسنة، وأن يكون هذا بشرح وبطريقة فهم أعلم الناس بالكتاب والسنة وهم صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وألا ننحرف عن هذا بإحداث شيء في دين الله -عز وجل- ليس منه، أو بتقصير بترك شيء مما ألزمنا به الله -عز وجل- أو ترك الدعوة إلى شيء من دين الله -وإن كان ليس لازما على كل أحد فعله- ولكن هو من جملة الدين الذي ينبغي أن نأخذه كله، وندعو إليه كله، كما قال الله -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} (البقرة: 208).