عاجل

حار صيفا.. بارد شتاء

شيماء عبدالحميد

  • 28

الجو في مصرنا الحبيبة حار صيفًا بارد شتاء أو ربما دافئ شتاء، لكن حرارة المحبة والوصل في أغلب الأسر المصرية تبقى صيفاً وشتاء حيث إن المصريين يعيشون في أسر مترابطة وعلاقات أسرية وطيدة على الغالب من أحوال أهل بلدنا.

لذا نجد الصيف مكتظًا دائمًا باللقاءات الأسرية والزيارات العائلية وربما الرحلات على الشواطئ وإلى المصايف، يعود المسافرون إلى وطنهم ويرجع الغائبون إلى أحبائهم يحملهم الشوق ودفء المحبة لذوي القربى والأصدقاء.

وقد يحدث ما يحدث ربما من شد وجذب أو اختلاف في وجهات النظر أو بعض العراك البسيط بين الصغار لكن يبقى وهج الشمس ووهج اللقاء، وحرارة الجو وحرارة المحبة.

ولا يفوتنا هنا أن ننبه على مراعاة الحدود الشرعية في لقاءات الأقارب وأخذ آداب الإسلام في عين الاعتبار فالله تعالى حثنا على الألفة والتآلف وعلى بر ذوي القربي لكنه نهى وحرم كشف العورات والتساهل في الاختلاط وترك الحبل على غاربه للبنين والبنات في أعمار المراهقة وعلى أعتاب البلوغ، فما بالنا بضحكات صاخبة بين رجال ونساء، أو تساهل في حجاب بحجة القرابة أو خلوة محرمة لأنه في مقام أخي أو مقام والدي!

فكيف والله تعالى يقول (وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (الحمو الموت)، فالمسلم يصون نفسه عن الزلل ويراعي حدود الشرع ويحفظ لحق القرابة طهارته وبالتزامن حدود الله في كل التفاصيل صغيرها وكبيرها.

وتبقى الأسرة الصغيرة نواة المجتمع وترابط أفرادها ومحبتهم لبعضهم البعض وحرص كل فرد فيها على أداء واجباته الدينية والبعد عما حرم الله علامة على مجتمع مسلم صحي، مجتمع يجتمع الناس فيه على خير ويتفرقون على خير، يفرحون ويلعبون بما لا يخالف الشرع ولا يقصرون في أداء الصلوات أو الطاعات حتى وسط الضحك واللعب والنشاطات الصيفية.

ثم ما يلبث الصيف أن يولي بمشاعره الدافئة وعودة الأحبة حتى تطير الطائرات عائدة من حيث أتت يعود كل إلى عمله وبعضهم إلى غربته واغترابه، وينفض الجمع وقد يخلو المكان وتدريجيًا يعود برد الشتاء شيئا فشيئا وهكذا هي الدنيا لقيا ووداع وصيف وشتاء