عاجل

مركب واحد

سامية حمدي

  • 28

متعة البدايات وحلم الإنجازات وخفة المسؤوليات يشعر بها كل إنسان عند الإقبال على خطوة جديدة في الحياة، قد نتناسى ترتيبات ونتجاهل سلبيات ونعظم في الإيجابيات رغم أننا شرعًا مأمورون بعدم الإفراط والتفريط وما أن نَشْرُع في الخطوات وتتوالى العقبات تظهر التساؤلات وتتراشق المسؤوليات وتتبادل الاتهامات من السبب في هذه التَّبِعات؟ كثيرًا ما نواجه هذه الأزمات في جميع نواحي الحياة.

ينسى كل منا دوره في نجاح كل خطوة، ويتعين علينا التعاون كما أمر الله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى"، وأن عليه واجبات في أوقات محددة بمجهود وتركيز وكفاءة ودقة تتناسب مع متطلبات التكليف الواقع عليه، وكذلك له حقوق تتوافق مع قوة إنجازه وسلامة إنتاجه ومدى آثار نجاحها، وكذلك له حدود يجب عليه دراستها بجدارة حتى لا يطغى على أحد في بيئة عمله ولا يقصر في أداء المطلوب منه.  

حين يتناسى كل منا دوره يُلقي كل فرد من أفراد المسؤولية باللوم على غيره وأنه سبب في الإخفاقات وما ترتب عليها من تباطؤ الخطوات واتساع الفجوات بين أفراد العمل وتعاظم العقبات فيتوقف العمل ويخسر الأفراد جهودًا وفكرًا وأموالًا ونفوسًا كان بالإمكان الرقي بهم جميعا وإسعادهم وتحقيق مرادهم وزيادة خبراتهم وتطوير جهودهم واتساع رقعة نشاطاتهم وإحداث نجاحات أرقى وأقوى.

لو رأى كل منا نفسه في أي عمل وحمل نفسه مسؤولية نجاحه وطور نفسه بصدق وعلم يقينًا أنه لبنة أساسية وعمل بكل جدارة وقوة فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، بدلا من تراشق الاتهامات لكان هناك عظيم الأثر في كل الأعمال وانصهرت كل المجهودات في بعضها البعض ونتج عن ذلك عمل مشرف ينتفع به الجميع ويبقي أثره واضحًا يجلب غيره للعمل بكل نشاط وجد واجتهاد.