عاجل

في فوائد الترويح عن النفس

  • 47

وجعل لها فسحة حتى تستعيد نشاطها وتعود إلى الجد والعمل  

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية 

حديث أبي ذر -رضي الله عنه- الطويل عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي فيه من أنواع العلم والحكمة - وفيه: أنه كان في حكمة آل داوود -عليه السلام-: {حق على العاقل أن تكون له أربع ساعات: ساعة فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها بأصحابه الذين يخبرونه بعيوبه، ويحدثونه عن ذات نفسه، وساعة يخلو فيها بلذته فيما يحل ويجمل؛ فإن في هذه الساعة عونًا على تلك الساعات}. 

 

فبين أنه لا بد من اللذات المباحة الجميلة، فإنها تعين على تلك الأمور. وكان أبو الدرداء -رضي الله عنه- يقول: إني لأستجم نفسي بالشيء من الباطل؛ لأستعين به على الحق. 

والاسلام يراعي طبيعة الفطرة الإنسانية: فنجد أنواع الترويح المشروع شاملة لجميع حاجات ودوافع الإنسان التي تتطلبها جوانبه المختلفة (الروح، العقل، الجسد) مما يدل على أن من خصائصه العموم والشمول ومراعاة الفطرة

الترويح وسيلة لا غاية: فهو وسيلة لتحقيق التوازن بين جوانب الإنسان المختلفة، في حالة وجود اختلاف بالإفراط في جانب على حساب الجوانب الأخرى، وإذا تجاوز النشاط الترويحي هذا الحد وأصبح هدفاً في ذاته، فإنه يخرج من المستحب أو المباح إلى الكراهية أو الحرمة