عاجل

خطوات الشيطان

هبة سعيد

  • 59

تابعنا جميعاً وسائل التواصل الاجتماعي منذ أيام قليلة وقد انتشرت فيها حفلات التخرج للجامعات بشتى أنواعها وعندما تتبعت فيديوهات التخرج لاحظت كثيرًا من المخالفات ليس لديننا فقط بل ولعاداتنا وتقاليدنا وتساءلت هل سيصبح من يحافظ على التقاليد والأعراف دقة قديمة لأنه لم يركب موجة الترند؟!

ولاحظت تفاعل المشاركين والمعلقين بالتهاني والمباركات وقليل قليل جداً من كان ينتقد ما يفعل على مسرح الحرم الجامعي من أفعال وممارسات أقل ما يقال عنها غاب عنها خلق الحياء والالتزام بالأعراف والتقاليد الموروثة وهنا تكمن خطورة التغيير في العادات والتقاليد والأعراف الموروثة وتعاليم الدين وأنها لا تأتي مرة واحدة ولكن تأتي خطوة خطوة ولذلك قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان".

فنجد الحياء ينتزع من الجيل الحالي والجيل الذي يليه يخطو خطوة أخرى والمجتمع يتقبل التغيير التدريجي لنرى من يدافع ويبارك ويتمنى أن يرى أبناءه في مثل مكانهم ويفرح بهم ومنهم من يقول حرية شخصية وكل إنسان يفرح على طريقته. ولكن الله تبارك و تعالى قد قال :"ولا تمش في الأرض مرحًا" واستدل العلماء بهذه الآية على ذم الرقص وتعاطيه لأن فيه إخلالًا بالمروءة والوقار والسكينة الذي هو من حال أهل الإيمان وهو يتنافى مع الحياء الذي هو خلق الإسلام فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذ لم تستح فاصنع ما شئت".

فهل يجوز مثلا الرقص للنساء وللرجال على مرأى ومسمع والمبرر أنه يفرح كما يشاء ولذلك وجب علينا التنبيه والتحذير من تدفق وانتشار مثل هذه الممارسات بين طبقات المجتمع ووجب علينا التنويه أيضا عن الحكم الشرعي لمثل هذه الممارسات فالإسلام لم يمنع أن يفرح الإنسان بنجاحاته او إنجازاته ولكن في حدود الشرع وتحت ظل آدابه ودون مخالفات أو معاصٍ يعرفها القاصي والداني فليس من المقبول أن تقابل نعمة الله على العبد من النجاح والتفوق برفع راية المعصية بهدف التعبير عن الفرحة بل هذه النعمة تستوجب شكر الله بالتقرب إليه وزيادة العبادة من النوافل وغيرها تعبيراً عن شكر نعمة الله على العبد والتعبير عن الفرحة بغير معصية.

ومن هنا نفهم حرص الشرع القويم على التأكيد على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فاللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن واهد شباب وبنات المسلمين لما فيه خيري الدنيا والآخرة.