أحداث الخرطوم.. سلاح المدفعية السوداني يستهدف مناطق تمركز "الدعم السريع"

  • 33
الفتح - أرشيفية

أفادت مراسلة "الغد" في الخرطوم، بتجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو، منذ صباح اليوم الأحد.

وقالت المراسلة إن سلاح المدفعية التابع للجيش، استهدف صباح اليوم الأحد، عدداً من الأهداف والنقاط التي تتمركز فيها قوات الدعم السريع في مدن الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، مشيرا إلى أن أعمدة دخان تتصاعد بشكل مكثف وسط العاصمة الخرطوم جراء هذه الاشتباكات.

وألقى قائدا طرفي الصراع في السودان بخطابين متباينين أمام الأمم المتحدة، الخميس الماضي، أحدهما من على المنصة بمقر المنظمة في نيويورك والآخر عبر تسجيل فيديو نادر من مكان غير معلوم.

ودعا قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان المجتمع الدولي إلى تصنيف قوات الدعم السريع شبه العسكرية منظمة إرهابية والتعامل الحاسم مع من يدعمها من خارج حدود السودان.

في المقابل قال محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، الذي ظهر في تسجيل الفيديو بالزي العسكري الرسمي، وخلفه العلم الوطني السوداني، بينما يقرأ خطابه من ورقة، إن القوات على استعداد تام لوقف إطلاق النار والدخول في محادثات سياسية شاملة لإنهاء الصراع مع الجيش.

وطرح قائد قوات الدعم السريع رؤية لحل الأزمة وإيقاف الحرب، تبدأ بالبحث عن اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد مقرونا بمبادئ الحل السياسي الشامل، الذي يعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان، وأن يكون نظام الحكم ديمقراطياً مدنياً، يقوم على الانتخابات العادلة والحرة في كل مستويات الحكم.

وطالب دقلو بتصفية النزعات الاحتكارية غير المشروعة للسلطة والنفوذ سواء أكانت أيدلوجية راديكالية، أو حزبية، أو أسرية أو عشائرية، أو جهوية ضيقة أمرٌ لا مناص منه لرد السلطة إلى الجماهير.


تبادل الاتهامات


الطرفان تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن إطلاق شرارة الحرب التي بدأت منتصف أبريل في الخرطوم وانتقلت إلى مناطق أخرى من البلاد بما في ذلك دارفور في الغرب، مما أدى إلى نزوح أكثر من خمسة ملايين شخص وأثار مخاوف من زعزعة استقرار المنطقة.

وجدد دقلو الالتزام بعملية سلمية لوقف الحرب، وقال إن قوات الدعم السريع على استعداد تام لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء السودان للسماح بمرور المساعدات الإنسانية وإطلاق محادثات سياسية جادة وشاملة.

من جهتها، طالبت الولايات المتحدة الأميركية طرفي الصراع في السودان، الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، بوقف الأعمال العدائية بشكل فورى ودائم والكف عن التدخل في العمليات الإنسانية وتسهيل وصول العاملين في المجال الإنساني.

وأعلنت واشنطن تقديم أكثر من 130 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية، لمساعدة المتأثرين بالأزمة القائمة في السودان، التي من المقرر أن توزع من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها، أنه منذ اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل، أدى العنف واسع النطاق وغير المبرر إلى نزوح 4 ملايين شخص داخل السودان، كما أجبر أكثر من مليون شخص على الفرار إلى الدول المجاورة.

كما طالبت الخارجية الأميركية جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية بشكل فورى ودائم والكف عن التدخل في العمليات الإنسانية وتسهيل وصول العاملين في المجال الإنساني.


حل سياسي 


في حين طالبت السعودية المجتمع الدولي بدعم السودان، مؤكدة تواصل جهودها من أجل التوصل لحل سياسي مستدام، وذلك خلال كلمة لوزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، خلال اجتماع بالأمم المتحدة يناقش الأزمة في السودان.

وقال بن فرحان في مستهل كلمته إن «المملكة تواصل جهودها لحل الأزمة في السودان وتدعو المجتمع الدولي إلى دعم شعبها»، داعيا «الشركاء والمانحين الدوليين، لتقليل معاناة شعب السودان»، مؤكدا تواصل الجهود للتوصل إلى حل سياسي مستدام.

وشدد على أهمية إنشاء ممرات آمنة لتوصيل الخدمات للشعب السوداني، مؤكدا أن المملكة ستقف مع السودان في مواجهة الصعوبات الذى يعيشها.

بدوره حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن السودان يهوي إلى حرب شاملة ويواجه خطر ‏الانقسام.‏ جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الدورة الـ78 للجمعية العامة ‏للأمم المتحدة.


مأساة السودان


يحتاج نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان البلاد، إلى مساعدات إنسانية منقذة للحياة، وفقا لوزارة الخارجية الأميركية، التي أوضحت في بيانها أن أطراف النزاع تواصل ارتكاب انتهاكات جسيمة، بما فيها الاستخدام واسع النطاق للاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسى لترويع السكان وإخضاعهم وبث الخوف في صفوفهم.

وأشارت الوزارة إلى أن أكثر من 4 ملايين امرأة وفتاة في السودان يتعرضن لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي بسبب النزاع، كما يعانين من تعطل خدمات الصحة والحماية، كما تشير التقديرات إلى حاجة أكثر من 4 ملايين طفل إلى الحماية مع تصاعد الأعمال العدائية في البلاد.

وتواصل الاحتياجات الصحية الطارئة في التزايد بسرعة، إذ بات أكثر من 80 % من مستشفيات السودان خارج الخدمة وتتواصل التقارير عن هجمات تستهدف المرافق الصحية، بحسب الخارجية الأميركية.