"ثلاجات الآيس كريم" تحفظ جثامين الضحايا المكدسة في مستشفيات غزة

  • 31

تغيرت معالم الحياة في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية الدموية ضد السكان المدنيين، إذ باتت "ثلاجات الآيس كريم" التي كانت تستعد في مثل هذه الأوقات لبيع المثلجات للأطفال، تستقر أمام ثلاجات الموتى في مستشفيات القطاع لا سيما مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.

 فقد اضطر قسم تغسيل الموتى التطوعي في المستشفى للاستغاثة بعدد من سيارات "ثلاجات الآيس كريم" لاستيعاب جزء بسيط من الشهداء آملًا في المساعدة لحفظ جثامين الشهداء التي تتوالى تباعًا إلى المستشفى جراء المجازر الإسرائيلية المستمرة ضد المدنيين لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن.

 المسن نواف زريعي (56 عامًا) ينهمك منذ ساعات الصباح بعمله في مستشفى شهداء الأقصى بتغسيل الشهداء الذين يصلون تباعًا جراء المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين يقول: "الوضع في المستشفى كارثي جدًا لا يمكننا استيعاب أعداد جثامين الشهداء في ثلاجات الموتى التي تستوعب فقط 8 جثامين في الوضع الطبيعي".

 بعينيه الدامعتين يروي المسن زريعي حكاية "ثلاجات الآيس كريم" مشيرًا إلى أن عدم اتساع ثلاجات الموتى لجثامين الشهداء، وعدم تعرف العائلات على الجثامين بهدف دفنها، دفعنا للتفكير بالاستعانة بثلاجات الأسمكوا بهدف الحفاظ على الجثامين حتى يصل معرف للعائلة وقد نستمر في الحفاظ على الجثمان لمدة تتراوح 3 أيام فقط".

وفيما يتعلق بقدرة "ثلاجات الآيس كريم" لاستيعاب جثامين الشهداء يقول: "لدينا سيارتين كل واحدة تتسع لنحو 6 جثامين هذا العدد أيضًا غير كافِ مطلقًا في ظل استمرار المجازر الإسرائيلية المستمرة ضد المدنيين".

 ووصف زريعي المشهد في قطاع غزة بالمأساوي جراء المجازر الإسرائيلية إذ يُشير إلى أن أكثر المشاهد المؤثرة والمبكية هي تغسيل الشهداء الأطفال والنساء، فقد تعامل زريعي مع العشرات من الجثامين محروقة الوجوه جلهم من الأطفال والنساء.

 بصوت يملأه الحزن والألم يلفت زريعي إلى أن الفريق المتطوع لغسل الموتى يعاني كثيرًا من روائح الجثامين الملقاة على الأرض والتي لم يتم التعرف على هويتها مناشدًا العائلات بسرعة التعرف على جثامين أبنائها ودفنها على الفور لنتلاشى انتشار الأوبئة والأمراض.