العدوان على غزة يفضح أكاذيب الغرب عن حرية التعبير وحقوق الإنسان

منع دعم فلسطين على منصات التواصل مقابل ترويج شائعات الاحتلال.. وجريمة كراهية نتيجة الشحن

  • 32
الفتح - قصف الكيان الصهيوني لقطاع غزة

تتزامن حملات التواصل الاجتماعي المضللة التي تحث على الكراهية مع الحرب الإسرائيلية المدمرة على الأرض في قطاع غزة، وتعاني القضية الفلسطينية من تواطؤ غربي كامل، حتى فيما يتعلق بدعم سرديّة المظلومية الإسرائيلية والتضييق رقميًا على الحسابات العربية والإسلامية التي تنقل المعاناة الفلسطينية، أو تصحح الرواية الإسرائيلية الغربية المغلوطة عن العدوان الصهيوني على قطاع غزة وما تلاه من مجزرة وحشية باستهداف مستشفى الأهلي المعمداني بالقطاع أسفر عن سقوط مئات من الشهداء والمصابين.

تستهدف خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي المحتوى العربي الداعم للشعب الفلسطيني، ما اعتبره مراقبون محاولة حثيثة من شركات التكنولوجيا الغربية لدعم العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، عبر خنق الفضاء الرقمي والإلكتروني وحجب الحقيقة عن العالم. 


منصة ميتا واستهداف الحقيقة

تعتبر منصة ميتا المالكة لموقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإنستجرام دليلًا صارخًا على النهج الغربي في استهداف الحقيقة، إذ حذفت مئات الآلاف من المنشورات الفلسطينية بزعم أنها منشورات مزعجة أو غير قانونية، ولم تتوقف هذه الخطوات المجحفة على خنق الحسابات الشخصية بل وصلت إلى حجب وحذف منصات فلسطينية رسمية مثل شبكة القدس الإخبارية التي يصل عدد متابعيها إلى أكثر من 10 ملايين شخص، وهي منصة معنية بتغطية جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.

أما منصة إنستجرام فأدخلت تحديثات تعمل على إزالة كلمة فلسطين من المحتوى المنشور على المنصة، فيما يُقابل هذا التضييق على الرواية الفلسطينية، بفتح المجال للمحتوى العبري، ودعم السردية الإسرائيلية التي تظهر المحتل على أنه مظلوم، فيما لم تذهب منصة تيك توك بعيدًا عن هذه السياسة فقد عملت المنصة على حذف المقاطع المؤيدة لفلسطين بذريعة أنها تحرض على العنف، وتؤذي مشاعر الأطفال والمراهقين.

 

ازدواجية معايير

من جهته، ندد منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بعملية استهداف المحتوى الفلسطيني عبر منصات التواصل الاجتماعي، مضيفًا أن ذلك يعكس ازدواجية معايير تتناقض مع مبادئ النزاهة والعدالة ومبادئ حقوق الإنسان المؤكدة على حرية الرأي والتعبير.

وكشف المنتدى الفلسطيني عن إغلاق مئات الحسابات والصفحات الفلسطينية وتقييد الوصول إليها في حين تعج الحسابات والصفحات الإسرائيلية بخطاب الكراهية والعنصرية دون أن يطالها أي قيود من قبل منصات التواصل الاجتماعي، مشددًا على أن ذلك النهج هو محاربة المحتوى الفلسطيني وانخراط إدارة شركة "ميتا" في خدمة إسرائيل عبر فتح المجال واسعًا أمام روايته الكاذبة وتحريض الحسابات الإسرائيلية السافر على الشعب الفلسطيني.

واعتبر منتدى الإعلاميين الفلسطينيين استهداف المحتوى الفلسطيني دعمًا لجرائم تل أبيب الموغلة في إراقة دماء الصحفيين الفلسطينيين وتدمير مقار المؤسسات الإعلامية الفلسطينية في إطار سعيه الدؤوب لحجب الرواية الفلسطينية وإخفاء جرائمه عن أنظار العالم، فضلًا عما يشكله من مصادرة لحق الشعب الفلسطيني والمتضامنين مع قضيته العادلة في حرية الرأي والتعبير، بما يمثل عدوانًا سافرًا يخل بالقوانين الدولية والمواثيق والأعراف الإنسانية.


جريمة مروعة بسبب التضليل

منذ اللحظة الأولى للتصعيد تبنى الغرب الرواية الإسرائيلية المضللة للحدث، إلى الحد الذي دفع الرئيس الأمريكي بالتنديد لقطع رؤوس الأطفال والانتهاكات الأخلاقية من قبل المقاومة، وهو ما عاد الكونجرس الأمريكي لينفيه لاحقًا ويلقي التهمة على مستشارين برئاسة وزراء الكيان الصهيوني، اللذين زيفا صورًا عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي وروجا لتحشيد الرأي العام الغربي ضد القضية الفلسطينية. 

وقد أدى هذا التضليل الذي تبناه الساسة الغربيون وشركات التكنولوجيا المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي إلى جريمة مروعة لطفل فلسطيني يعيش في ولاية شيكاغو الأمريكية، كأثر فوري لحملات التضليل والكراهية ضد المسلمين. 

وقد وجهت الشرطة الأمريكية اتهامًا لرجل يبلغ من العمر 71 عامًا من ضواحي شيكاغو، بارتكاب جريمة كراهية بعد أن طعن صبيًا وأصاب امرأة تبلغ من العمر 32 عامًا بجروح خطيرة، بسبب انتمائهما الإسلامي، وكرد فعل على الحرب الإسرائيلية في غزة، وقد نقل شهود عيان أن القاتل كان يردد عبارات كراهية ضد المسلمين أثناء طعنه للطفل ب26 طعنة نافذة، حيث كان يصرخ القاتل قائلًا: "أنتم أيها المسلمون، يجب أن تموتوا". 


سقوط الأقنعة

من جهته قال أحمد العناني، الباحث في العلاقات الدولية، إن الحرب الإسرائيلية على غزة واستهداف مستشفى الأهلي المعمداني تكشف وجه الغرب الحقيقي الذي تستر لسنوات خلف شعارات الحرية وحقوق الإنسان، فقد تجاوز اليوم المساواة بين الضحية والجلاد إلى لوم الضحيّة والمطالبة بمعاقبتها، مع دعم فاضح للكيان الإسرائيلي بكل الطرق عسكريًا وسياسيًا واجتماعيًا ورقميًا.

ولفت العناني إلى تصرفات الدول الغربية فقد منعت فرنسا الوقفات التضامنية مع فلسطين، وهددت ألمانيا بسحب الجنسيات، وتوعدت بريطانيا بالاعتقالات، فضلًا عن فصل الصحف والقنوات والوكالات للموظفين، كل ذلك لمجرد التضامن مع شعب يُقتل يوميًا بالمئات.

الابلاغ عن خطأ