التنمية.. عبور جديد إلى سيناء.. جهود حكومية حثيثة للاستثمار في أرض الفيروز.. ومطالبات بالتوسع الزراعي

"النقل": الممر اللوجيستي "العريش- طابا" سيخدم التجمعات السكنية والصناعية ويربط سيناء بالوادي

  • 34
الفتح - تنمية سيناء أرشيفية

انتهت 50 عامًا على العبور إلى سيناء لاستعادتها من براثن الاحتلال الإسرائيلي الذي دام أكثر من 6 سنوات (من يونيو1967 حتى أكتوبر 1973)، تضمن السنوات الأخيرة منها جهودًا حكومية حثيثة لتوسيع رقعة الاستثمارات فيها، لتصبح مكانًا أكثر جاذبية للعيش والعمل.

واعتمدت خطط الاستثمار في شبه جزيرة سيناء، على استغلال كل ثرواتها من السواحل والموقع الجغرافي المتميز ومساحتها التي تبلغ 6% من إجمالي مساحة مصر، ليتم إطلاق العديد من المشروعات الاقتصادية والصناعية المتنوعة وتخطى حجم الاستثمارات حاجز الـ700 مليار جنيه.

ووضعتها الحكومة في بؤرة الاهتمام القومي للنهوض بها وتنميتها وجذب الاستثمارات إليها بمشاركة القطاعين العام والخاص لتوطين العديد من الصناعات التعدينية والزراعية والصناعية، فضلاً عن تطوير وتهيئة البنية التحتية في النقل والطرق وشق الأنفاق وتوصيل خطوط السكك الحديدية شرق القناة وغربها، وربطها بالوادي والدلتا عبر شبكة من الأنفاق أسفل قناة السويس، إضافة إلى شق العديد من القنوات المائية ورصف الطرق بجانب المطارات والموانئ البحرية.

وأعلن الفريق كامل الوزير، وزير النقل والمواصلات، منذ أيام عن الممر اللوجيستي "العريش- طابا"، وهو مشروع الهدف منه إعادة تأهيل وتطوير وإنشاء خط سكة حديد الفردان-شرق بورسعيد- بئر العبد- العريش- طابا بطول اجمالي حوالي 500 كم.

وحسب - بيان وزارة النقل- فإن الخط يستخدم في نقل الركاب والبضائع، و سيخدم التجمعات السكنية والصناعية والتعدينية بسيناء عن طريق ربط المصانع بوصلات سكك حديدية ثم التصدير عبر ميناء العريش وطابا إلى الخارج حيث سيرتبط الخط مع شبكة السكك الحديدية بأنحاء الجمهورية. 

من جهته، يرى اللواء أركان حرب فرج صديق، أحد المحاربين القدماء، أن أفضل طريقة للاهتمام بسيناء يكمن في تقسيمها إلى قرى ومدن، وذكر مثالًا بمشروع مديرية التحرير التي تم تقسيمها منذ عقود إلى 25 قرية ومدينة فكانت مشجعة ودافعًا لجلب المواطنين من كل محافظات مصر.

وأشار إلى أن سيناء بقعة حبيبة وغالية على قلوب المصريين جميعًا، وتزخر بالعديد من الثروات الطبيعية والتعدينية والزراعية وهو ما يعني توفير مئات الآلاف من فرص العمل، مطالبًا بضرورة العمل وتوسيع دائرة التشغيل لأبناء شبه جزيرة سيناء ودمجهم مع أبناء الوادي والدلتا.

ولفت "صديق" إلى أن الأراضي الجديدة وإن كانت تعاني بعض الشيء من ارتفاع نسب الملوحة كما في بعض مناطق شمال ووسط سيناء ومنطقة "سهل الطينة" والتي تم ردمها وتحويلها من مزارع سمكية إلى أراضٍ زراعية، ستكون ذات فائدة كبرى خاصة بعد بناء وتوصيل مياه محطة بحر البقر المعالج إليها فكثرة الري والغسيل يحد من الملوحة ويمكن زراعتها بالمحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والأرز والشعير والذرة وحتى القطن ونجحت هذه المحاصيل في منطقة سهل الطينة والقرى المجاورة لها.

 وأشاد اللواء فرج صديق  بالمشروعات الكبرى التي تنفذها الدولة المصرية في سيناء من توسع عمراني وصحي وتعليمي وكذلك التوسع في مشروعات البنية التحتية ومن بينها الممر اللوجيستي - العريش / طابا- الذي أعلن عنه مؤخرًا الفريق كامل الوزير، وزير النقل والمواصلات، كونه سيربط وسط وشمال وجنوب سيناء بالدلتا، كما سيجذب الاستثمارات للقطاعين العام والخاص ويسهل كذلك من زيادة حركة التجارة ونقل السلع والمحاصيل والخضر والفواكة من وإلى سيناء.

وحول التنمية الزراعية وتعمير سيناء، قال الدكتور سعد زكريا أستاذ بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، إن تعمير سيناء له بعد استراتيجي وأمن قومي، فالأول هو السلاح الأمني يأتي بعده سلاح التعمير والزراعة وتوطين الصناعة.

وأشار إلى أهمية انتقال أعداد كبيرة من المواطنين من الدلتا وذلك كل من يرغب في الزراعة من الخريجين لأخذ قطعة أرض وزراعتها، إضافة إلى نقل الخبرات الزراعية من مهندسين وفنيين زراعيين، حيث يجود بها الزيتون والنخيل والعنب والقمح ومحاصيل الخضر، بالتالي أغلب المحاصيل تجود في سيناء ويمكنها أن تتحمل جزءًا من الملوحة.

وأضاف "زكريا" يمكن إضافة صناعات أخرى مثل التعبئة والتغليف والاستزراع السمكي للمياه المالحة والعذبة كالبلطي والجمبري وغيرهما، وبالتالي هناك فرصة مواتية وجيدة لنقل الصناعات وتوطينها بالشباب والصناعات.

وأقترح أن أي شاب خدم في القوات المسلحة داخل سيناء أن يأخذ مساحة خمسة أفدنة مكافأة له، مؤكدًا أن عمليات تشجيع الاستثمارات في سيناء تمثل عنصرًا استراتيجيا مهمًا للوطن، وإحدى الوسائل الفعالة لمكافحة الإرهاب وردع من تسول له نفسه الحديث عن ذرة من تراب الوطن.

كما طالب "زكريا" بتغيير الثقافة البيئية ودمج سكان سيناء مع مواطني الدلتا بدلاً من التوجه إلى الممنوعات، والاستفادة من تشغيل البدو بزراعة سياج من النخيل بطول 10 كيلومترات مزارع نخيل فقط من رفح إلى طابا بحيث يكون في الأماكن التي تصلح للزراعة ومنح البدو خمسة أفدنة مزروعة بالنخيل بهدف إيجاد مجتمع متماسك لحماية حدود الوطن، مثمنًا دور ممر التنمية الجاري بناءه وتشييده لربط الشمال بالجنوب بين طابا والعريش ما ينعكس على الاقتصاد الوطني بالقيمة المضافة، مختتمًا بأهمية التوطين البشري والزراعي في كل شبر على أرض سيناء الحبيبة.