داعية: هناك جهات إعلامية مأجورة تتخذ من أعراض الصحابة مادة إعلامية للطعن وتشويه صورة الإسلام

  • 44
الفتح - الداعية الإسلامي سعيد محمود

قال الداعية الإسلامي سعيد محمود: إن سب الصحابة كبيرة من الكبائر المهلكة في الدنيا والآخرة، فعن ابن عباس، رضي الله عنهما، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "مَنْ ‌سَبَّ ‌أَصْحَابِي ‌فَعَلَيْهِ ‌لَعْنَةُ ‌اللهِ ‌وَالْمَلَائِكَةِ ‌وَالنَّاسِ ‌أَجْمَعِينَ" (رواه الطبراني، وحسنه الألباني).

وأضاف "محمود"، في مقال له عبر موقع "صوت السلف"، أن هناك طائفة مارقة "الشيعة الرافضة" تتعبد بسبِّ الصحابة، كما قال الخميني رأس الدولة الشيعة المعاصرة في كتابه "إن مثل هؤلاء الأفراد الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة، وأن يكونوا ضمن أولي الأمر!" نقلًا عن "الفوائد البديعة (ص 107-108)، وكشف الأسرار (ص 108)".

وتابع: وهناك جهات إعلامية مأجورة تتخذ من أعراض الصحابة مادة إعلامية للطعن وتشويه صورة الإسلام،  قال تعالى في إخوانهم المنافقين: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾ [البقرة: 14].

وبين الداعية الإسلامي، حكم الطعن على الصحابة، قائلاً: قال ابن حجر الهيتمي، رحمه الله، "قال الجلال البُلقيني: مَن سَبَّ الصحابة، رضي الله عنهم، أتى كبيرةً بلا نزاعٍ" (الزواجر)، وقال السَّفَّاريني، رحمه الله، "وكون سَبِّ الصحابة كبيرةٌ هذا بلا خلافٍ، وإنما اختلفوا: هل يكفر مَن سبّهم أم لا؟" (شرح منظومة الكبائر)، وقال القاضي عياض، رحمه الله، "سَبُّ أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، وتنقُّصهم أو أحدٍ منهم مِن الكبائر المُحرَّمة" (إكمال المعلم).

وأوضح لماذا يعد سَبُّ أحدٍ مِن أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، أو بُغضه كبيرةٌ، فقال:

- لن يصل أحد إلى شرف الصحبة التي نالوها، وإن تفاوتت درجاتهم: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله، صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا أصْحابِي؛ فلوْ أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما بَلَغَ مُدَّ أحَدِهِمْ ولا نَصِيفَهُ" (متفق عليه).

- اختارهم الله من دون غيرهم ليكونوا الأصحاب والنصراء والخلفاء: روي عَنْ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "إن اللَّهَ تَبَارَكَ وَتعالى اخْتَارَنِي وَاخْتَارَ بِي أَصْحَابًا، فَجَعَلَ لِي مِنْهُمْ وُزَرَاءَ وَأَنْصَارًا وَأَصْهَارًا، فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلاعَدْلٌ" (رواه الطبراني والحاكم).

- استقر القول بين المسلمين على فساد طوية مَن يسبهم: قال أبو زرعة الرازي، رحمه الله تعالى، "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن رسول الله حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابةُ، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا؛ ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة" (الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي).

واستطرد الداعية الإسلامي قائلاً: وعن واجبنا نحو الصحابة، فهو كالتالي:

- محبتهم والتعرف عليهم ومطالعة سيرتهم العطرة؛ فاتباعهم سبب الرضا: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) [التوبة: 100].

- نشر فضائلهم والتعريف بمكارمهم، فهم القدوة بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، قال تعالى في حقهم: ﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا﴾ [البقرة: 137].

- الذود عن أعراضهم والدفاع عنهم بكل مستطاع: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني)، ومِن وسائل الدفاع عنهم: "الرد على الطاعنين، والتشنيع بهم وفضحهم، والمطالبة بمعاقبتهم ومقاطعتهم، وتفعيل كل الوسائل المتاحة مِن: مخاطبة الجهات الرسمية - الحملات الإلكترونية - النشرات - المحاضرات - الخطب -...".

- الدعاء لهم والترضي عليهم: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ [الحشر: 10].