"الهواري": القدس مقياس لمدى قرب الناس من ربهم أو بعدهم عنه

  • 65
الفتح - شريف الهواري، الأمين العام للدعوة السلفية

قال شريف الهواري، الأمين العام للدعوة السلفية بمصر: إن الأرض المباركة "القدس" رمزية على مدى قرب الناس من ربهم أو بعدهم عنه، متابعًا: وإذا تمردوا ووقعوا في الشهوات والشبهات والأهواء والمعاصي، سلط الله عليهم من هو دونهم، ليسومهم سوء العذاب، وهذا مقياس وسنة لا تتبدل ولا تتغير،  وينبغي أن تكون حاضرة في أذهاننا.

وأضاف "الهواري" -في مقطع مرئي له عبر موقع "أنا السلفي"-: أننا إذا نظرنا في التاريخ، سنجد بعض الأمثلة على ما ذكرنا، كيف ضاع بيت المقدس؟ ولماذا ضاع؟ لنتعلم حتى نؤدي دورنا بعيدا عن الصياح والبكاء والعويل والانهزام النفسي والإحباط واليأس. ومن هذه الأمثلة، أن بيت المقدس كان مع بني إسرائيل ولما تمردوا وعصوا الله عز وجل وحرفوا الكتب وقتلوا الأنبياء، سَلّط عليهم قوم يسمون "العماليق" فدخلوا الأرض المقدسة، فخربوها ونهبوها وقتلوا الرجال وسبوا الذرية والنساء وصنعوا الأعاجيب، واستمر الحال مدة طويلة.

وتابع: ومن قبلها لما بعث موسى وهارون في بني إسرائيل، ومروا بأطوار في مواجهة فرعون، حتى خرج ببني إسرائيل، وعبروا البحر -بفضل الله- إلى الأرض المقدسة، ومن خلفهم فرعون في مليون مقاتل، ونجا موسى وهارون بتلك المعجزة ﴿اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ﴾ [الشعراء: 63]، وأهلك فرعون ومن معه ووصلوا إلى بر الأمان من الناحية الأخرى، متابعا: وخرج موسى يناجي ربه، فكان مما كلمه به المولى عز وجل، تلك البشرى العظيمة، أنكم ستدخلون بيت المقدس من جديد.

واستطرد "الهواري": فعاد موسى فرحا مسرورا وقال يا قوم: ﴿ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾ [المائدة: 21]، فلم يستجب له قومه وقالوا لا؛ لأن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها، موضحًا أنه مهما نصحهم موسى وذكرهم بأن الله أنجاهم من فرعون، وما زالت المعجزة حاضرة بين أيديهم، ولكنهم تمردوا وقالوا اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون.

وأوضح الأمين العام للدعوة السلفية، أن الله عاقبهم لعصيانهم، وكان سببًا في حرمانهم من بيت المقدس، ونزل الوحي على موسى وتوجيهه بأنهم  لن يدخلوها وسيتيهون في الأرض وأنه لا يأس علىهم، ﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾ [المائدة: 26]، أي لا تحزن ولا تأسى يا موسى على ما فعلوا معك وعقابهم أني حرمتها عليهم مدة 40 سنة يتيهون في الأرض، فتاهو في سيناء لمدة 40 سنة لا قرار ولا استقرار ولا نماء ولا استثمار ولا زراعة ولا صناعة ولا اقتصاد ولا أي شيء يذكر، وهوان ومذلة وانكسار وهلع وجزع وقلق واضطراب وخوف، وكل هذا بسبب عصيانهم.