ما حكم مَن ينسب إلى الأولياء الخلق الرزق والتدبير بزعم أن الله أقدرهم على ذلك؟.. تعرف على الحكم الشرعي

  • 67
الفتح - فتاوى

ما حكم من يقول: إن الأولياء يستطيعون أن يفعلوا أي شيء، لكن بأمر الله وإذنه، وليس مِن حقِّ أحدٍ أن يمنع من ذلك؟ ويقول أيضاً: ما المانع مِن أن يكون الولي يخلق -بإذن الله- كما أن عيسى -عليه السلام وهو بشر ليس إلهًا-، جعله الله يخلق ويحيي الموتى، لكن بإذنه -سبحانه وتعالى-، فهذا من باب الكرامات والمعجزات؟ وما هي الكتب التي يُنصح بقراءتها في هذا الباب؟

أجاب الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، في فتوى له عبر موقع "صوت السلف" قائلاً: فهذا كلام أهل الزندقة الذين يجعلون الأولياء أربابًا من دون الله، لكن يضيفون: "بإذن الله"؛ فأشبهوا المشركين في قولهم: "إلا شريكًا هو لك، ملكتَه وما ملك!"؛ متسائلاً: فهل أزالت الجملة الأخيرة شركهم؟! لا، لم تزله، فكذلك هؤلاء.

متابعا: وماذا يصنعون بقول الله -تعالى-: ﴿وَإِنْ ‌يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ ‌يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنعام: 17]، وقوله: ﴿قُلْ ‌مَنْ ‌يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ [يونس: 31]؟

مبيناً أن قول هؤلاء الزنادقة عن الأولياء: إنهم يفعلون كل شيء حتى الخلق والرزق، والتدبير، وقبض الأرواح، وشطب الأرزاق؛ يخالف صريح القرآن بمجرد الظن!

وأضاف "برهامي" أما ما فعله عيسى -عليه السلام-  فقد شَكَّل تمثالًا بإذن الله الشرعي، لا أنه خَلَق الطين حقيقة، وإنما خلق بمعنى شَكَّل ونفخ بفمه؛ لا أنه الذي خلق الحياة في التمثال. وأما إحياء الموتى فهو أن يدعو الله فيحيي الموتى، وليس أنه يملك ذلك متى أراد -كما يزعم الزنادقة!-.

وتابع: اقرأ كتاب "النبوات" لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.