• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • نائب رئيس الدعوة السلفية: الله يبتلي عباده ليمحص المؤمنين ويظهر أهل النفاق الذين ينشرون الشبهات المضلة والشهوات المغوية والاهتمامات السخيفة في الأمة

نائب رئيس الدعوة السلفية: الله يبتلي عباده ليمحص المؤمنين ويظهر أهل النفاق الذين ينشرون الشبهات المضلة والشهوات المغوية والاهتمامات السخيفة في الأمة

"برهامي": قد ينتصر المسلمون في بقعة وفي جولة من الجولات لكن إن أردنا نصرا كنصر بدر أو الأحزاب فإن أمامنا طريق طويل للتغيير الحقيقي لأن الأمة تنتصر بالإيمان والعمل الصالح

  • 91
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن الله عز وجل يبتلي عباده بالهزيمة والكسرة؛ لكي توجد منهم أنواع العبودية في الحالين، قال تعالى: {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} [آل عمران: 140]، أي: يعلم علمًا يحاسبهم عليه؛ ليعلمه واقعًا، وقد علمه عز وجل أزلًا أنه سوف يكون، لكنه لا يحاسب العباد إلا على ما صدر منهم من أفعال، قال تعالى: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 140].

وأضاف "برهامي": فإذا تسلط الظالمون على المؤمنين مدة أو في مكان أو بلد فإن ذلك لا يدل على أن الله يحبهم، بل إنما يملي لهم؛ ليزدادوا إثمًا ولهم عذاب مهين، قال تعالى: {والله لا يحب الظالمين. وليمحص الله الذين آمنوا} يمحصهم من أنفسهم، من إرادة الدنيا. ويمحصهم من أنواع الجهل المخالف للشرع. قد وجد في المسلمين في أحد من قال {لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا ها هنا} وهذا من ظن الجاهلية؛ لأن الأمر كله لله، والآجال بيد الله، فإذا كان أناس مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وقع منهم ما ينكر، وكانوا سببا في الهزيمة؛ فكيف بنا وأنتم تعلمون حال الأمة اليوم؟

وأكد أنه لذلك يكون التمحيص من داخل المؤمنين حتى يتعلموا الحق ويعملوا به ويدعوا إليه ويصبروا على ذلك، قال تعالى: {والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. ويجب علينا أن ننظر في أنفسنا، حتى نخلص نياتنا لله وإرادة وجهه وإرادةُ ثوابه وجنته وإرادة صحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، حتى نعمل من أجل الآخرة لا من أجل الدنيا.

وشدد "برهامي" على أن هناك تمحيص آخر من أهل النفاق، والذين ظهروا عند المحنة كعبد الله بن أبي بن سلول عندما انسحب بثلث الجيش، ومع ذلك ما فتّ ذلك في عضد الصحابة الكرام مع النبي عليه الصلاة والسلام. فهناك تمحيص ضروري من طائفة من أعدائنا لكنها من أبناء أمتنا في الظاهر، أبناء أعدائنا منا. أبناء أعدائنا الذين يريدون نشر الشبهات المضلّة والشهوات المغوية والاهتمامات السخيفة.

واستطرد: أرأيتم كيف يريدون أن يكون القدوة ممثل أو ممثلة أو لاعب، وهم يبحثون عن مصالحهم الدنيوية بلا شك، حين يسوون بين الأرواح الخبيثة في الأجساد الخبيثة، وبين الأرواح الطيبة في الأجساد الطيبة، حتى يقولوا (كل الأرواح مقدسة) اللهم إنا برأ إليك من ذلك.

وتساءل "برهامي": كيف يقول مسلم (كل الأرواح مقدسة)؟ والرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر أنه عند الموت، يأتي ملك الموت إلى روح الكافر والفاجر فيقول "اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج" ونعوذ بالله من ذلك، أما روح المؤمن فيقول لها "اخرجي أيتها الروح الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان" [أخرجه عبد الحق الإشبيلي في كتاب العاقبة في ذكر الموت].

وقال: أترون قضية القدوة أن تكون القدوة مقدّمُ برامج، مجرد مقدم برامج ساخر سافل في ألفاظه يشهده الملايين ويرون له تأثيرا على شباب الأمة؟ نعم قد ينصر الله به في موطن، ويكون هذا من باب أن الله ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر، فهو يثاب على طاعته، ويشكر على نصرته، لكن لا يتخذ قدوة، متابعًا "إنما القدوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإخوانُه الأنبياء، قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}. 

وأوضح "برهامي" أن أبناء أعدائنا يريدون أن تُنشر الشهوات والاهتمامات الفارغة حتى يضيع الشباب. أكثرهم يترك الصلوات، ومنهم من يُفطر في رمضان، وكثير منهم يصاحب الفتيات فيما حرم الله، والتبرج صار السمة اللازمة لأكثر البنات إلا من رحمهم الله بالحجاب والنقاب بنعمة منه وفضل.

وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية: عباد الله؛ قد تنتصر الأمة أو المسلمون في بقعة انتصارا في جولة من الجولات، ولكن إن أردنا نصرا كنصر بدر أو الأحزاب فإن أمامنا طريق طويل في الحقيقة، للتغيير الحقيقي، مشيرًا إلى أن التمحيص يطول بقدر ما في الأمة من خلل ونقص. فإن هذه الأمة تنتصر بالإيمان والعمل الصالح، قال الله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض}. قال الإمام البخاري "باب عمل صالح قبل القتال". وقال أبو الدرداء "إنما تقاتلون بأعمالكم".