عاجل

جرائم حرب في غزة والعدو الإسرائيلي يرفض التهدئة

الاحتلال الصهيوني يجوّع 2.5 مليون مواطن فلسطيني

  • 40
الفتح - جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة

نفاد الوقود والغذاء وخروج المستشفيات من الخدمة.. والمقاومة تتصدى بالصواريخ

"الخارجية المصرية" تعلن رفضها القاطع لمحاولات التهجير

الأزهر الشريف يدعو أحرار العالم لكسر الحصار


واصل العدو الصهيوني ارتكاب مذابحه بحق الشعب الفلسطيني لليوم الـ41 من العدوان الوحشي على قطاع غزة، والذي راح ضحيته ما يزيد عن 40 ألف شهيد وجريح بخلاف تدمير ما تبقى من البنية التحتية في القطاع.

وحمّلت المقاومة الفلسطينية الولايات المتحدة الأمريكية كامل المسؤولية عن تصرفات ميليشيا الاحتلال الإسرائيلي من استهداف متعمد للمستشفيات والمدارس وكل ما هو حي في القطاع، فيما تدعي واشنطن أن فصائل المقاومة تتخذ الأهداف المدنية للاختباء والاحتماء بها.

وتوازيًا مع تلك الجرائم تواصلت الغارات الحربية الإسرائيلية على أرجاء ومناطق قطاع غزة دون أفق للحل أو تهدئة لإطلاق النار. 

وقال المكتب الإعلامي في غزة إن حكومة الاحتلال الصهيوني  ترتكب مجددًا جريمة حرب بشعة بحق المدنيين في مستشفى الشفاء رغم معرفتها بوجود قرابة 9000 شخص ما بين أطقم طبية ومرضى ومدنيين.

بدورها أكدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة جديدة بحق الإنسانية والطواقم الطبية والمرضى بحصارها وقصفها مجمع الشفاء الطبي، غرب مدينة غزة، محملة في بيان صحفي مقتضب فجر الأربعاء، قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الطاقم الطبي والمرضى والنازحين في المجمع.

وأكدت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، كاثرين راسل، أن ما رأته وسمعته في غزة كان مفجعًا لأنه لا يوجد فيها مكان آمن للأطفال الذين يصل عددهم إلى المليون، مضيفة في بيان صحفي، أن الانتهاكات الجسيمة المرتكبة ضد الأطفال تشمل القتل والتشويه والهجمات على المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية.

وشددت المسؤولة الأممية على ضرورة فتح معبر رفح الحدودي أمام الإمدادات الإنسانية لتلبية الاحتياجات المتزايدة بشكل هائل، داعية إلى ضمان حماية الأطفال ومساندتهم، وفقًا للقانون الدولي الإنساني.

العدو يرفض مبادرات التهدئة

ميدانيًا عطّل العدو الصهيوني صفقة كانت شبه منجزة لتنفيذ هدنة تستمر خمسة أيام يتخللها إطلاق معتقلين فلسطينيين مقابل محتجزين لدى المقاومة، عندما رفض إدخال أي مساعدات إنسانية وإغاثية إلى شمال القطاع. 

أدى هذا الرفض إلى تعقيدات في مفاوضات الهدنة المؤقتة، حيث تفيد المعلومات بأن اجتماعات خاصة تُجرى الآن بين كل من القاهرة والدوحة، بمشاركة وفود من مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية ومسئولين من الكيان الصهيوني بشأن إطلاق سراح النساء المسنّات والأطفال دون الـ 18 سنة إضافة إلى حاملي الجنسيات الأجنبية، مقابل إطلاق إسرائيل سراح الأسيرات المعتقلات في سجونها والأطفال دون الـ 18، على أن يجري ذلك بعد إعلان عن وقف شامل للعمليات العسكرية في كل مناطق قطاع غزة.

 فيما أكّد العدو أنه لن يوقف الطلعات الجوية الاستطلاعية فوق مناطق الشمال باعتبارها منطقة عسكرية.

بالتوازي مع التصعيد الصهيوني تواصلت المعارك البرية التي تخوضها فصائل المقاومة في غزة، حيث أعلن أبو عبيدة الناطق بلسان قوات القسام عن تدمير عشرات الدبابات وقتل العديد من قوات أمن الاحتلال الصهيوني، كما واصلت المقاومة إطلاق نيرانها ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي واستهدفت موقع المالكية ‏بالأسلحة المناسبة، وذلك أثناء قيام العدو الإسرائيلي بإعادة تحصينه. 

حصار متعمد.. والمقاومة ترد

وفيما يخص شئون القطاع فتمارس إسرائيل جرائمها بقطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار متواصل منذ عام 2006.

وأعلنت "كتائب القسام" في بيانات متتالية عن توجيه ضربات لجيش الاحتلال وتدمير عدد من الآليات الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة، كما أعلنت القضاء على عشرات الإسرائيليين.

وأعلنت القسام استمرار الاشتباكات مع الجيش الإسرائيلي على عدة محاور، مؤكدة قتل عشرات من الجنود من مسافة صفر وتدمير عدة آليات.

وبحسب التقارير فإن "أكثر من 200 آلية لجيش الاحتلال أعلنت القسام عن استهدافها أو تدميرها كلياً أو جزئياً، منذ بدء العملية البرية وحتى هذه اللحظة فقط".

انهيار اقتصادي وشيك

اقتصاديًا .. حذر بنك (إسرائيل)- في بيان له- حكومة بنيامين نتنياهو من أن التغييرات المقترحة على ميزانية العام الجاري لن تكون كافية في ظروف الحرب الحالية.

 وذكر البنك أن الوضع الأمني يتطلب مسؤولية كبيرة في إدارة سياسة ميزانية الحكومة، من أجل بناء ثقة الأسواق التي تدرس التطورات في الاقتصاد، بما في ذلك الميزانية. لذلك أكد أنه "لا بد من الموازنة بين ضرورة تخصيص ميزانيات كبيرة للتعامل مع الوضع الأمني.. ومن الوسائل المهمة لضمان هذا التوازن التغيير الإلزامي في الأولويات في الميزانية، مع تجنب النفقات غير الضرورية". 

والثلاثاء، أعطى نتنياهو موافقته المبدئية على تغييرات في الميزانية للعام الجاري، تهدف إلى المساعدة في تغطية تبعات الحرب في غزة. وجوهر تعديل الميزانية، يتمثل في طرح زيادة على موازنة الدولة لعام 2023 بنحو 31 مليار شيكل (8.3 مليارات دولار)، وخفض إنفاق بعض البنود الثانوية بمقدار 4 مليارات شيكل (1.1 مليار دولار).

 وتسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بزيادة كبيرة في الإنفاق الأمني، إذ يقدر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، النفقات اليومية بنحو مليار شيكل (260 مليون دولار).

مصر تجدد رفضها القاطع تصفية القضية

وفيما يخص التهجير جدد وزير الخارجية المصري السفير سامح شكري، رفض مصر القاطع لمسألة تهجير السكان الفلسطينيين من غزة، مشددًا أن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بشأن تهجير الفلسطينيين في غزة نحو دول العالم مرفوضة وغير مسؤولة ومخالفة القانون الدولي.

وأضاف شكري: "أنه قد لوحظ على مدار الفترة الماضية سيولة في التصريحات غير المسؤولة المنسوبة لمسؤولين بالحكومة الإسرائيلية، والتي تخالف في مجملها قواعد وأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

كما أكد الوزير المصري أن هذا التصريح يعد تعبيراً عن سياسة حكومة الاحتلال الإسرائيلي  "المخالفة للقوانين الدولية"، وأن أي محاولة لتبرير وتشجيع تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، هي أمر مرفوض مصرياً ودولياً جُملةً وتفصيلاً، على حد قوله.

واستهجن شكري الحديث عن عملية النزوح وكأنها تحدث بشكل طوعي، مشيراً إلى أن نزوح المواطنين في غزة هو نتاج الاستهداف العسكري المتعمد للمدنيين بالقطاع، وعمليات حصار وتجويع مقصودة، تستهدف خلق الظروف التي تؤدي إلى ترك المواطنين منازلهم ومناطق إقامتهم، في جريمة حرب مكتملة الأركان وفقاً لأحكام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، على حد قوله.

الأزهر يدعو لكسر الحصار

بدوره طالب الأزهر الشريف المجتمع الدولي بمحاكمة الكيان الصهـيوني الإرهابي الذي لا يعرف معنى الإنسانية والحياة، في ‏مذابح الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي اقترفها، وذلك بعد أن تسبب إرهابه وعزله لقطاع غزة بالكامل ومنع الوقود ‏والمستلزمات الطبية عن المستشفيات، في خروج عدد كبير منها خارج الخدمة، واستشهاد مرضى الرعاية المركزة وأطفال ‏الحضانات بمستشفى الشفاء، كما تسبَّب قصفه الجنوني لمحيط المستشفى في سقوط عشرات الشهداء ومنع دفنهم، واستهداف كل ‏من يحاول الخروج أو الدخول من وإلى المستشفى، فضلاً عن ارتكاب أبشع ‏الجرائم التي تعف عنها الحيوانات في الأدغال.‏

‏ ‏ودعا الأزهر، في بيان له، من خلال موقعه على "فيسبوك" أحرار العالم والهيئات والمؤسسات الدولية للتحرك العاجل لكسر هذا الحصار "اللاإنساني"، الذي يفرضه "الصهاينة الإرهابيون" على المستشفيات والمراكز الصحية، مؤكدًا أن الصمت على هذه الجرائم هو وصمة عار على جبين ‏الإنسانية والمجتمع الدولي.

وأكد البيان أن الأزهر يحمل مسئولية هذه الجرائم الشنيعة لكل من يدعم هذا الكيان المجرم ويقف خلفه سواء ‏بالتأييد أو الصمت.‏