"الدعم السريع" ترتكب جريمة إبادة جماعية في مخيم أرداماتا للاجئين بدارفور

الأوضاع مأساوية في الإقليم.. وتحذيرات من مجاعة

  • 38
الفتح - دار فور

يتعرض إقليم دارفور لمعاناة شديدة، باعتباره جزءًا من المأساة التي يمر بها الشعب السوداني منذ منتصف أبريل الماضي، جراء الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع المتمردة؛ فبعد الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإقليم قبل عقدين من الزمان، يواجه اليوم أوضاعًا مأساوية وسط مخاوف من تكرار تلك الإبادة جراء حالات القتل والعدوان على المدنيين.

وتزامنًا مع اعتداءات ميليشيا الدعم السريع على معسكرات الجيش في ولايات دارفور، تعرض السكان والنازحون في الإقليم لعمليات تطهير ضد عرقيات محددة، وتقول تقارير غير رسمية إن المعارك في دارفور أدت لمقتل أكثر من 4 آلاف شخص، بينما لجأ الآلاف إلى دول الجوار.

وفي هجوم وحشي لـثلاثة أيام على مخيم للاجئين في دارفور، قتلت ميليشيا الدعم السريع، مئات الرجال والصبية المراهقين، ووفقًا لشهود والأمم المتحدة، وما نشرته وول ستريت جورنال، استهدفت الميليشيا بشكل منهجي السكان الذكور قتلًا بالرصاص في مخيم أرداماتا الذي يأوي 30 ألف سوداني، وقتلوا ما يقرب من 800 ذكر ما بين رجل وصبي في المخيم والمنطقة المحيطة به.

ويؤكد مصطفى جميل الناطق باسم حكومة دارفور، أن الأوضاع في الإقليم تشهد اضطرابًا، تسبب في شح للمواد الأساسية والطبية بما في ذلك مياه الشرب، مضيفًا أن من يبحث عن مياه الشرب يتعرّض لمخاطر جمَّة، بجانب نزوح مواطنين في شمال دار فور هربًا من القتال، مشيرًا إلى أن الحرب أدت إلى نزوح 60% من سكان دارفور وتعطيل الخدمات، بعد استيلاء ميليشيا الدعم السريع وجماعات مسلحة متحالفة معها في ولاية غرب دارفور على الفرق الثلاث التابعة للجيش في نيالا وزالنجي والجنينة، بعد معارك سقط فيها مئات الضحايا.

وشدد على أن النازحين بالمعسكرات بحاجة إلى دقيق الخبز والسلع الغذائية، ويعانون الأمراض مثل الملاريا والإسهالات وسوء التغذية نتيجة الجوع وعدم توفر الدواء.

وفي هذا السياق، قال المهندس أحمد الشحات، الباحث في الشئون السياسية، إن ما يحدث في إقليم دارفور من فوضى وعنف وقتل للمدنيين وكذلك الأوضاع في السودان بشكل عام هي النتيجة الحتمية للحروب الأهلية التي تنشب داخل الدول. 

وأشار في تصريح لـ "الفتح" إلى تحذير العقلاء في كل زمان وفي كل مكان من أن تصل الأمور إلى مرحلة الحرب الأهلية، مضيفًا أن الحرب الأهلية خاصةً إذا كان أحد طرفيها أو أحد أطرافها ميليشيات عسكرية -مثل ميليشيات الدعم السريع في حالة السودان- فإنها تقوم بأعمال قذرة لا ترحم ولا تعرف طريقًا للرحمة، وتقتل وتغتصب وتسرق وتنهب وتدمر، ولا تعرف أي قانون أو قاعدة ولا أي ضابط ولا خلق.

وأكد أن ما يحدث في الساحة السودانية شيء طبيعي نتيجة هذه الحرب الأهلية الدامية التي تدور بين الجيش السوداني وهذه الفصائل المسلحة أو التي أحد أطرافها الميليشيات العسكرية خاصةً عندما تكون مدعومة من أطراف خارجية لا تريد استقرارًا للبلد أو الوطن السوداني، موضحًا أن هذه الأطراف تدفع ميليشيا الدعم السريع إلى القيام بأعمال وحشية لكي تصل إلى النقطة التي تريدها وهي انهيار الدولة أو الوصول إلى مرحلة التقسيم أو الانفصال.