عاجل

فوز اليمين المتطرف بزعامة "فيلدرز" يثير مخاوف الجالية المسلمة في هولندا

محمد علاء الدين

  • 21
الفتح - المسلمون في هولندا أرشيفية

أثار الإعلان عن تصدر الحزب اليميني المتطرّف المناهض للإسلام بزعامة خيرت فيلدرز الانتخابات التشريعية التي جرت في هولندا، مخاوف الجالية المسلمة في البلاد مؤكدين أن فترة صعبة للغاية بالنسبة للمسلمين قد بدأت. 

وكان "فيلدرز" وحزبه قد فاز في الانتخابات العامة التي جرت الأربعاء الماضي في هولندا حيث أظهرت النتائج فوز الحزب بـ35 مقعدًا، من أصل 150 في البرلمان، ما يتعين عليه إقناع الأحزاب الأخرى بالانضمام إليه في ائتلاف يهدف للحصول على 76 مقعدًا في البرلمان.

وأعربت الجالية المسلمة في هولندا عن غضبها بعد الفوز الانتخابي الذي حقّقه خيرت فيلدرز المعارض الشديد للإسلام، إذ إنه من أكبر المناهضين للمهاجرين.

وقد صعد "فليدرز" خطابه المناهض للهجرة وهو يخاطب أنصاره في لاهاي بعد إغلاق صناديق الاقتراع قائلًا: إن الهولنديين اقترعوا لاجتثاث "تسونامي" طالبي اللجوء، كما شدد على أن حزبه أصبح قوة لم يعد ممكنًا تجاهلها لتشكيل أغلبية في البرلمان المؤلف من 150 مقعدًا.

 بالإضافة إلى أنه من أكبر الداعمين والمؤيدين لخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي حيث يسعى لإجراء استفتاء على مغادرة الاتحاد الأوروبي يطلق عليه اسم "نكست"، ولذلك فإن فوزه في الانتخابات أثار جدلًا واسعًا في أوروبا.

ويتعهّد برنامج حزب "الحرية" الذي يتزعّمه فيلدرز فرض حظر على القرآن والمساجد والحجاب، كما نصّ البرنامج على "أننا نريد مسلمين أقل في هولندا".

وكان فيلدرز قد وصف المغاربة بـ "الحثالة"، وقارن القرآن بكتاب "كفاحي" لهتلر، وقد دعا إلى تنظيم مسابقة لرسوم كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

لكنّه خفّف من حدّة خطابه المناهض للإسلام خلال الحملة الانتخابية، وركّز بشكل أكبر على قضايا أخرى مثل ارتفاع تكاليف المعيشة؛ لكن هذا لم يخفف أبدًا من مخاوف الجالية المسلمة في هولندا والتي اعتبرته مناورة انتخابية.

ويرى محمد عبد الوهاب الباحث الدولي والمتخصص في شؤون الأقليات، أن تصدر الحزب اليميني المتطرّف المناهض للإسلام بزعامة خيرت فيلدرز الانتخابات التشريعية يشكل تهديدًا وخطرًا بلا شك على الجاليات المسلمة ليس في هولندا فقط وإنما في أوروبا.

ويوضح "عبدالوهاب" في تصريحات خاصة لـ "الفتح"، أن بنود البرنامج الانتخابي لـ" فيلدرز" الذي تضمن الدعوة لإجراء استفتاء على خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي، و "وقف اللجوء" و "منع المدارس الإسلامية والمصاحف والمساجد"، يجعل مخاوف الجالية المسلمة مشروعة.

ويشير الباحث الدولي إلى نقطة مهمة وهي أن "فيلدرز" يعد من أقوى الداعمين لقيام ما تسمى دولة "إسرائيل"، وقد عمل في بداية حياته بعد إنهائه دراسته الثانوية في الكيان المحتل لمدة سنتين، وهو لا يزال مولعًا به ولديه علاقات وطيدة بعدد من قياداته.

ويؤكد المتخصص في شؤون الأقليات أن موقف "فيلدرز" من القضية الفلسطينية والقدس أكثر تشددًا من اليهود أنفسهم إذ يرى أن الاحتلال الصهيوني قاتل من أجل القدس نيابةً عن الأوروبيين، ويعتبر القدس مسألة حياة أو موت بالنسبة له، فقد قال من قبل "سقوط القدس في أيدي المسلمين، يعني سقوط أثينا وروما، لذا إسرائيل هي خط الدفاع الأول عن الغرب، هذا ليس صراعًا حول الأرض بل معركة أيديولوجية، بين عقلية الغرب المحررة وأيديولوجية الإسلام الهمجية، -حسب وصفه- هناك دولة فلسطينية مستقلة منذ عام 1946، وهي مملكة الأردن -حسب زعمه-".

وحول رسائل الطمأنة التي بعثها خيرت فيلدرز بقوله: "عندما تكون رئيساً للحكومة، فإنّ دورك يختلف عن دور زعيم المعارضة"، يؤكد "عبدالوهاب" أن هذا الأمر لن يغير شيئًا مما يعتقده الرجل، لافتًا إلى أن الجالية المسلمة التي يبلغ عدد أفرادها نحو مليون شخص، تنتظر أيامًا صعبة.