نائب رئيس الدعوة السلفية يستعرض التحديات التي تواجه مصر وواجب المرحلة

  • 42
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

نائب رئيس الدعوة السلفية يستعرض التحديات التي تواجه مصر وواجب المرحلة

"برهامي": قرار انتخاب "السيسي" جاء بالشورى للحفاظ على الدولة والدعوة

نبحث عن مصلحة البلاد واستقرارها.. الحفاظ على الهوية ومقاومة العلمانية أولى أولوياتنا

مصر قلب العالم العربي والإسلامي.. وحدها من بلاد الربيع العربي تمتلك دولة بالمعنى الحقيقي

تحدث الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، عن التحديات التي تواجه مصر وواجب المصريين في هذه المرحلة، قائلًا: إننا بلا شك نمر بمرحلة حساسة جدًا؛ فوضع البلاد حولنا في اضطرابات متعددة جدا ففيها اضطراب اقتصادي وأمني وحرب أهلية وتمزيق للدول، وذلك بسبب وقوع هذه البلاد في مسلسل الفوضى الخلاقة بشكل تام.

وأوضح برهامي أن مصر تعاني من اضطراب اقتصادي في المقام الأول، وهذا الأمر خطير، لا يتوقف على مجرد خطأ سياسات، بل الموضوع أكبر من ذلك، هناك ضغوط شديدة على البلاد حتى تقر بما يريده الأعداء.

وأشار "برهامي" إلى أن العام الماضي 2022م تم سحب 25 مليار دولار من البنوك مرة واحدة، وذلك من أجل وضع مصر في أزمة لتوفير الدولار؛ ما أدى إلى ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء، تزامناً مع مقاومة من الدولة لقضية التعويم، مؤكدًا أن الأعداء يريدون إضعاف مصر حتى تقبل بمسار (إبراهيم) أو ما يُعرف بالدين الإبراهيمي الجديد، استعدادًا للمرحلة الرابعة لثلاث مراحل سابقة عليه وهي: اتفاقيات السلام، والتطبيع بأنواعه وأخطرها التطبيع الثقافي، والولايات المتحدة الإبراهيمية.

وأوضح نائب رئيس الدعوة السلفية أن هناك من يريد للدول العربية والإسلامية في الشرق الأوسط أن تُخترق اختراقًا تامًا من قبل  اليهود والغرب الصهيوني، وفق معتقدهم أن المسيح لن يعود إلى الأرض إلا بعد ملك اليهود لفلسطين، ولذلك نجد التأييد العقائدي الفظيع، والذي لا يتزعزع بكل الوسائل -عسكري واقتصادي وسياسي وأمم متحدة وفيتو- للوقوف بجانب الكيان الإسرائيلي، بل إن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" قال: إن لم تكن إسرائيل موجودة في المنطقة لعملنا على إيجادها.

وقال "برهامي": إنهم يريدون نشر ما يسمونه الدين الإبراهيمي الجديد من خلال نشر العقائد الباطلة بين المسلمين، مثل الصوفية العالمية التي أسسوها مع الربيع العربي، والتي تقول بوحدة الوجود، ووحدة الأديان "الإسلام واليهودية والنصرانية"، وأسسوا معابد مشتركة، وعمل طقوس مشتركة، اعتماد الرقص كآلية من آليات السلام بين الناس بزعمهم، متسائلًا "هل تتصورون مستقبل بلاد المسلمين في ضوء هذا؟! وما يراد للأجيال القادمة التي يخططون لفصلها تمامًا عن الإسلام الصحيح؟!"

وشدد برهامي على أن مصر لو ضعفت أكثر مما هي عليه الآن سوف يُضغط عليها بشدة لتقبل هذه الأفكار، أو إذا تولاها رئيس ضعيف تكون مصر في خطر داهم؛ لأن حينها سوف تطبق هذه المخططات بهذا الشكل، وبالتالي نحن نختار بناءً على الأنسب، وبناءً على الأكثر صلاحًا والأقل فسادًا، لا على أن هذا هو الصالح المناسب مطلقًا. 

وأكد برهامي أن فكرة وجود الدعوة السلفية وحزب النور كان أساسًا لمنع السير في طريق الفوضى، قائلًا: تخيلوا لو كل الإسلاميين أصبحوا ضد الدولة وبدأت حرب أهلية، طبعًا وقتها كان سيخسرها الإسلاميون كما حدث في رابعة، وكم سيكون الثمن وقتها؟! وكيف سيكون شكل الدعوة؟ لذلك نقول: إننا نتحدث عن مصلحة الدولة كما في التعريف القانوني "وطن، وشعب وقيادة" للمرور من الأزمات الموجودة، موضحًا أن الدعوة ضرورية جدًا لبقاء الدولة؛ لأنها تمثل ممانعة حقيقية لدعوات العالمانية والتغريب الشديد، مؤكدًا أن قضية الحفاظ على الهوية من أولى أولويات الدعوة السلفية، وما يحدث في السودان من تنحية الشريعة ليس ببعيد.

وقال "برهامي": إننا نؤيد ونرشح الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لأنه أكثر من يقود الدولة في مثل هذه الظروف الصعبة المحيطة بنا داخليًا وخارجيًا، ولا توجد بدائل أخرى، وهذا قرار الشورى، ويجب دعوة الجميع للمشاركة، قائلًا: نحن أخذنا هذا الموقف؛ حفاظًا على الدولة ومصلحتها؛ وحفاظًا على الدعوة والحزب بناءً على الموقف السياسي، وهذا أهون ما نعطيه اليوم من أجل الحفاظ على بقاء مصر كدولة تقاوم سيلًا جارفًا من التغيير، مشيرًا إلى أن مصر هي قلب العالم العربي والإسلامي، وهي البلد الوحيد من بلاد الربيع العربي التي فيها دولة بالمعنى الحقيقي.