الاحتلال يواصل سياسة الأرض المحروقة في غزة

  • 35
الفتح - قصف غزة

ميليشيا العدو تعكس إحباطها العسكري بارتكاب مجازر وحشية في القطاع

أطلال غزة تشبه بدمار المدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية

"اليونيسيف" تحذر: مستشفيات غزة أصبحت ساحات حرب وميادين معارك

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الوحشي على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بفصف متواصل ومكثف وعنيف على شمال ووسط وجنوب قطاع غزة في صورة أشبه ما تكون بحجم دمار المدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية.

عدوان غزة الوحشي أسفر عن سقوط أكثر من 16 ألف شهيد والرقم في تصاعد مستمر، بخلاف الجرحى والمختفين تحت الأنقاض أكثر من 43 ألفًا ما بين جريح ومصاب ومختفٍ، جلهم من الأطفال والنساء.

وذكرت مصادر فلسطينية أن العدو وسّع من دائرة استهدافاته لتشمل مزيدًا من عائلات الشباب وأفراد المقاومة بتفجير من الطائرات الحربية الاسرائيلية في شمال وجنوب ومخيم جباليا بغزة وكذلك في المخيم الغربي بخان يونس.

كما تواصل القصف المدفعي على أحياء التفاح والدرج والشجاعية في مدينة غزة، وعلى شرق خان يونس والفخاري وخزاعة وعبسان.

وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي وابلاً من القنابل الفسفورية والدخانية باتجاه وسط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة،  وبحسب وكالات أنباء فإن عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى من ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع دفنوا تحت الأنقاض وسط صعوبات انتشالهم.

في غضون ذلك، وسعت قوات الاحتلال من تعسفها ضد الفلسطينيين بمزيد من الاعتقالات لدى أوساط الرجال وشباب المقاومة فضلاً عن عمليات التصفية الجسدية لمئات المواطنين بعد تصويب نيران الطائرات والمدفعيات تجاههم، جاء هذا بالتزامن مع استخدام العدو لقنابل ضخمة زنة 900 كيلوجرام لتفجير المنازل والأنفاق وذلك بإلقائها على أنحاء متفرقة في جنوب القطاع.

خروج المستشفيات من الخدمة

أعلنت الصحة الفلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلية المتوغلة شمال القطاع أخرجت مستشفى كمال عدوان عن الخدمة "بالقوة والإرهاب وبفوهات الدبابات"، بعد ساعات عديدة من محاصرته بالدبابات واستهداف محيطه بحزام ناري.

وكانت قوات العدو نفذت حصاراً مطبقاً واستهدافاً مباشراً لمستشفيي "الشفاء" و"الإندونيسي" ما أدى إلى "مجازر" بحق المرضى وجرحى الحرب والطواقم الطبية والنازحين.

كما طوقت عشرات الدبابات والمدرعات المدفوعة بحفارات وجرافات عسكرية، مدعومة بغطاء جوي من المسيرات والطيران الحربي، طوقت مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

كما كثفت غارتها الجوية على محيط مستشفى ناصر الطبي في خان يونس، في حين تمركزت دبابات الاحتلال على بعد نحو 1500 متر من المستشفى المكتظ بالجرحى والمرضى والنازحين والطواقم الصحفية.

1.9 مليون نازح

وبلغ عدد النازحين قسرًا في القطاع منذ بدء العدوان، نحو 1.9 مليون نازح، بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، يمثلون أكثر من 80% من تعداد سكان القطاع.

وقالت "الأونروا" في بيان إنه "اعتبارًا من الثاني من الشهر الحالي ديسمبر جرى إيواء قرابة 1.2 مليون شخص نازح داخليًا في 156 منشأة تابعة لـها في جميع المحافظات الخمس بقطاع غزة، بما في ذلك شمال وجنوب غزة".

قالت صحيفة "بيلد" الألمانية إن خبراء عسكريين لاحظوا اختلافًا في التكتيك العسكري المتبع لحركة حماس في قتالها مع إسرائيل في غزة، وأن هذا الاختلاف الذي جاء بعد انتهاء الهدنة يظهر تطورًا في قدرات الحركة القتالية.

فصائل المقاومة تغير من التكتيك العسكري

من ناحية أخرى غيّرت فصائل المقاومة من تكتيكها العسكري والقتالي مع العدو خلال الأيام الأخيرة، واستخدمت تكتيكات متطورة بشكل متطورة باستخدام العبوات الناسفة الخارقة ما يجعلها قادرة على استهداف الآليات والمدرعات بقوة تدمير أكبر وهو ما يؤكد أن عملية "طوفان الأقصى" غيرت معادلة الصراع مع العدو، والهدف كسر إرادة الجيش الإسرائيلي في مواصلة عمليته في غزة.

قادة العدو يزعمون أنهم  يستهدفون فصائل المقاومة، بل على العكس فمجنزرات الجيش وطائراته تفتك بالشعب الفلسطيني وتصادر أراضيه وممتلكاته ولم ينجح العدوان الغاشم في تحقيق أهدافه.

60 يومًا ولم ولن تسطيع تدمير غزة، وفي الواقع فإن فصائل المقاومة، قد تكون أقوى الآن مما كانت عليه فقد نالت تعاطف أغلب الشعوب الباحثة عن الحرية.

ولولا الدعم الغربي والأمريكي المالي والعسكري لانكشف جيش الاحتلال الصهيوني في أعقاب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، حيث يؤكد عديد من الخبراء الاستراتيجيين أن تل أبيب لم تكن قادرة على خوض حربها ضد عزة، من دون واشنطن التي هبت بمساعدات مالية زادت عن 15 مليار دولار بخلاف المساعدات العسكرية من حاملات طائرات وبوارج وأسلحة وصواريخ وذخائر موجهة ذات مدى ويعمل في جميع الأحوال الجوية.

وأعلنت فصائل المقاومة حتى مساء الأربعاء الماضي "وحتى مثول الجريدة للطباعة"، تواصل خوض معارك ضارية على محاور التقدم الإسرائيلي شرق خانيونس، ودوي انفجارات مع تصاعد الدخان في أكثر من منطقة، مشيرة إلى شراسة الاشتباكات المسلحة بين المقاومة وجيش العدو بمنطقة حمدان في الفالوجا غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وطالبت منظمات ومؤسسات دولية بضرورة وقف الهجمات العشوائية والتهجير القسري والاعتداء على المستشفيات والطواقم الطبية بغزة الآن، كما طالبت بوقف القيود المفروضة على إدخال المساعدات لغزة ورفع الحصار على الفور.

ورصد فريق الأورومتوسطي هجمات جوية ومدفعية إسرائيلية مكثفة في الساعات 24 الماضية على خمس مدارس على الأقل تابعة لأونروا خلفت مئات الشهداء والجرحى في انتهاك جسيم للحصانة القانونية التي تتمتع بها منشآت الأمم المتحدة.

ويؤكد المرصد الأورومتوسطي أنه ينبغي لإسرائيل الوفاء بكل التزاماتها وفق القانون الإنساني الدولي بما في ذلك وقف استهداف المدنيين ومنشآت الأمم المتحدة واحترام المبدأ الأساسي لحرمة وحصانة المنشآت الدولية بموجب قواعد الحرب.

من جهة أخرى حذّرت منظمة الصحة العالمية، من أنّ الوضع في غزة "يقترب من أن يكون الأصعب في تاريخ البشرية"، فيما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" إن مستشفيات غزة أصبحت ساحات حرب وميادين معارك.

الابلاغ عن خطأ