أزمة السودان تتفاقم.. و "إيقاد" تعود للمشهد بعد إنهاء عمل اللجنة الرباعية

خبراء: الصراع سيطول.. ووحدة الشعب هي الضمانة الوحيدة لإنهائه

  • 30
الفتح - أرشيفية

يبدو أن الصراع السوداني سيستمر فترة طويلة من الزمن؛ فمنذ أيام عُقدت القمة الاستثنائية الحادية والأربعون لمجموعة " إيفاد" في جيبوتي، واختتمت أعمالها بقرار حل اللجنة الرباعية بقيادة كينيا، التي شكلتها المجموعة في شهر يونيو الماضي بالمشاركة مع جنوب السودان وجيبوتي وإثيوبيا لبحث حلول إنهاء الصراع الحالي، وأعلن البيان الختامي للقمة أن رئيس كينيا وليام روتو قدم -بصفته رئيس اللجنة الرباعية- تقريرًا بخصوص دور اللجنة في إنهاء الصراع السوداني منذ يونيو الماضي؛ ما يعني حل هذه اللجنة وعودة جهود فض النزاع لـ "إيقاد".

وكان لرئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان موقف رافض لقيادة "روتو" جهود الوساطة بينه وبين حميدتي، بل اتهمه بدعم الأخير وأنه توجد علاقات شخصية بينهما، وطالب بأن يقود هذه العملية الرئيس الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت.

في هذا الصدد، قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية، إن أحد أسباب فشل اللجنة الرباعية في حل النزاع السوداني هو وجود خلافات وتنافس بين أعضائها؛ حيث إن لكل دولة منها مصالح مختلفة مع طرفي النزاع السوداني.

وأضاف حليمة لـ "الفتح" أن الخلاف السوداني الداخلي متجذر وسيطول، والعمليات العسكرية لا تزال مستمرة سواء في الخرطوم أو دارفور، وواضح أن هناك سيطرة لقوات الدعم السريع على أرض الواقع في ولاية دارفور، والآن يبدو أنه توجد مرحلة مواجهة عسكرية قد تكون غير عادية عما اعتدنا عليه خلال الفترة الماضية في السودان فقد دخلت على خط المواجهة بعض الحركات الثورية وخاصة حركة "تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور أعلنوا انضمامهم للقوات المسلحة السودانية وبدأوا يحشدون قوات لمواجهة "الدعم السريع"، لكن لا شك أن هذا سيزيد مساحة الصراع العسكري في دارفور التي تعد أهم المدن السودانية، والصراع لن ينتهي عسكريًّا وهناك نوع من العداء الشديد بين العرقيات المختلفة.

وأشار إلى أن الصراع ممتد حتى الآن ليس فقط في دارفور بل وصل إلى العديد من المناطق والأطراف السودانية، وهناك تخوف من أنه –حتى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع الآن- ربما تصبح مثل مدن الأشباح مع استمرار حالة هرب سكانها بالكامل من القتال الدائر حاليًا؛ وبناء عليه فالحديث عن سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية دارفور ليست ذات أهمية كبرى؛ لأنها دون وجود سكان فيها مثل مدن الأشباح، بمعنى أنها سيطرة ليس لها تأثير؛ وبالتالي هذه المناطق تصبح منزوعة الأمل وستصير بمرور الوقت إلى حالة من الفراغ والفوضى، وهذا باعتراف القادة هناك، وهذا طبعًا مع تواصل المعارك في بعض الولايات الموجودة بأطراف السودان ذات النزعة الإنتاجية والاقتصادية والاستثمارية؛ فكل هذه الأمور تدفعنا إلى الاعتقاد بأن السودان في طريقه نحو التقسيم والتفتيت، وربما تكون وحدة السودان وسلامة أراضيه معرضة للخطر، لا سيما أن هناك قوى إقليمية – للأسف الشديد- تدعم في هذا الاتجاه.

وأردف أن النزاع بدأ من الأساس مع مجموعة "قوى الحرية والتغيير" و"المجلس المركزي" و"الاتفاق الإطاري" عندما انتهت قوتهم فيما يتعلق بالملف الأمني، كنوع من المواقف كانت السبب الرئيس لهذا الصراع؛ 

في حين يرى عمار العركي، الكاتب والمحلل السوداني، أن مستقبل ووحدة السودان تظل مرهونة دومًا بمدى وحدة الشعب والجيش، إضافة إلى الوعي والفهم الحقيقي لحجم الخطر المحدق بالبلاد من جراء الانجرار لمخططات التقسيم وغيرها.

وأضاف العركي لـ "الفتح" أنه لا بد من لفت النظر إلى جزئية مهمة وهي أن أحد طرفي النزاع ميليشيا مرتزقة  مسخرة لتنفيذ مخطط التقسيم، ولا تملك الإرادة أو حرية الاختيار، بينما الطرف الآخر يمثله جيش السودان الرسمي الذي يمارس مهامه الشرعية والدستورية الطبيعية في الدفاع والحماية.