التسويف والتمني.. داعية يحذر من سفول الهمة ويبين أهم أسبابها

  • 45
الفتح _ الحذر من التسويف

قال علاء حامد، الكاتب والداعية الإسلامي: من أسباب سفول الهمة، التسويف والتمني، وهو أن ينوي الإنسان فعل شيء ويكون عنده همة وإرادة وطاقة في حينها، فيختار أن يؤجل ذلك مختارًا، فتكون نيته أن يرجع إلى الصلاة فيأجل لدخول رمضان، يريد أن يتوب من معصية ما فيسوف بعد الامتحانات، فكل ما يهم بعمل طاعة يؤجلها.

وتابع "حامد" -في مقطع فيديو له- هذا المرض "التسويف والتمني" فيه مشكلتين، الأولى مايدري العبد متى سيموت؟! من يدريه أنه سيعيش إلى الموعد الذي حدده لنفسه، إذا التأخير والتسويف يعرض العبد لخطر كبير جدًا، فقد يأتي أجله قبل أن يتم ما أراد، وفي هذه الحالة لو مات قبل أن يتوب يأتي يوم القيامة نادمًا.

دلل على كلامه بقول الله تعالى:" حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" [المؤمنون 99]، وقوله تعالى: "رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ" [المنافقون 10]، فأول مشكلة في التسويف عدم ضمان العبد أن يعيش إلى هذه اللحظة التي أجل إليها.

وأضاف: وإذا افترضنا أن العبد أطال الله عمره إلى هذه اللحظة التي حددها، من يدريه أن ستبقى عنده الهمة، أو تأتي له مرة أخرى الهمة لفعل الطاعة، فالهمة جاءت الآن يريد أن يحفظ القرآن، يريد أن يصلي، فيؤجل لوقت لاحق، ولكن من يدري أن يكون بنفس الهمة لفعل هذه الطاعة مستقبلًا، فقد يحرم من فعل الطاعة لاحقًا من أجل تسويفه.

أوضح "حامد" قول الله تعالى: "وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ" [الأنعام 110] فمثل ماتم عرضه عليهم أول مرة وتركوه، فجزاؤهم أن يحرموا منه إلى الأبد، قال تعالى: "إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ" [التوبة83]

وتابع "حامد" بيان عاقبة التسويف، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" [الأنفال 24] فالعبد لايستجيب، أو سيستجيب فيما بعد، فله ما أراد ولكن يعلم أن الله يحول بين المرء وقلبه، فعندما يعرض الأمر على العبد مرة لايستجيب، ويتعرض عليه مرة أخرى لايستجيب، وثالثة لايستجيب، فمهما عُرض عليه الطاعة فيما بعد، ربنا يحول بينه وبين هذا العبد، ولا يستطيع القيام بما تم تسويفه أكثر من مرة، فهذه هي مشكلة التسويف، الأولى أن العبد لايضمن بقائه على قيد الحياة، والمشكلة الثانية أنه لو حتى لم يمت وجاء وقت التتفيذ، لن يجد عنده الهمة كما كانت أول مرة.

ونصح الكاتب والداعية الإسلامي، أهمية أن يغتنم العبد سريعًا الفرصة إن جاءت له الهمة، وأن يفعل الطاعة فورًا ولا يؤجلها، فهذه نعمة قد يحرم منها كثير من العباد.