تواطؤ دولي على فلسطين

2.3 مليون غزاوي تحت القصف الإسرائيلي الوحشي والمستمر منذ ثلاثة أشهر

  • 32
الفتح - قصف غزة أرشيفية

"الصحة": آلاف الأطفال بترت أطرافهم.. وأعداد الضحايا تجاوزت الـ80 ألفًا

"المقاومة": لن يتذوق العدو طعم الأمن طالما لم يحصل عليه الفلسطينيون

مصر تجدد رفضها القاطع تصفية القضية وتطالب المجتمع الدولي تحقيق التسوية القائمة على العدل

ثلاثة أشهر متواصلة من القصف والدمار إثر العدوان الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة وأرجاء متفرقة من الأراضي العربية الفلسطينية، غارات جوية مكثفة تشنها قوات الاحتلال وتنفذها على شكل حزام ناري على مناطق مختلف طالت مخيمات النصيرات والبريج والمغازي ومناطق أخرى وسط قطاع غزة، إلى جانب قصف مدفعي مركز للبلدات العربية.


مصر تجدد رفضها تصفية القضية

من ناحية أخرى جدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رفض مصر القاطع والتام لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة العمل الجاد من أجل التوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.

وأكد الرئيس أن الأولوية الراهنة فيما يخص حرب غزة هي التوصل إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، ونفاذ المساعدات الإغاثية بالكميات الكافية لمواجهة المأساة الإنسانية التي يواجهها أهالي القطاع، اتساقًا وتنفيذًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وشدد "السيسي" خلال لقائه وفد من الكونغرس الأمريكي، مساء الأربعاء الماضي "وحتى مثول الجريدة للطباعة"، على "ضرورة العمل بجدية على التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقًا للمرجعيات المعتمدة"، وذلك وفق بيان للرئاسة المصرية.

كما أكد على "رفض مصر التام لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، من خلال تهجير الفلسطينيين من أراضيهم”.

وشدد الرئيس على أن  "السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار المستدامين في المنطقة هو التسوية القائمة على العدل، بما يحقق الأمن الحقيقي لجميع شعوب المنطقة، وينزع فتيل الأزمات والحروب على هذا الصعيد".

كما أكد، وفق بيان الرئاسة، على "أهمية العمل المكثف والمسؤول لتجنب عوامل اتساع نطاق الصراع في المنطقة، لما لذلك من تبعات خطيرة على السلم والأمن الإقليميين والدوليين".

وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي، يشدد على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته لوقف معاناة الشعب الفلسطيني وإنقاذه من المأساة الإنسانية التي يتعرض لها.


80 ألف ضحية

وتجاوزت الحصيلة الإجمالية للضحايا من الشهداء أكثر من 22.500، كما ارتفع عدد المصابين ليتخطى حاجز الـ 57.250 مصابًا وجريحًا منذ السابع من أكتوبر 2023، بخلاف المفقودين ليتخطى عدد الضحايا أكثر من 80 ألفًا، حسب بيانات الصحة في قطاع غزة المحاصر.

وخلال الساعات القليلة الماضية ارتكب الاحتلال 10 مجازر للاحتلال في قطاع غزة، مستخدمًا القنابل والأسلحة المحرمة دوليًا والفسفورية لاستهداف المناطق المكتظة بالسكان، ولا سيما في مخيمي البريج والنصيرات، وشنّ أحزمة نارية، حيث يعيش أهالي غزة معاناة إنسانية على أكثر من صعيد من جراء تواصل العدوان والحصار الإسرائيليين وسط دعم أمريكي وأوروبي لا محدود، يقابله تواطؤ وصمت دولي مشين تجاه أهم القضايا العربية والإسلامية.


1000 طفل بساق واحدة في غزة

ومن جهتها، كشفت منظمة "اليونيسف" أن أكثر من 1000 طفل في غزة بترت لهم ساق واحدة أو كلتا الساقين، من جراء الحرب، موضحةً أن الأطباء يضطرون للبتر من دون مواد مخدّرة، بل بعمليات سريعة خارج المرافق الصحية، ومن دون أدوية مسكّنة أيضاً. 

وأكد عمّال الإغاثة الدوليون الذين يزورون القطاع، المأساة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، في ظل العجز عن تلبية الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.

فيما تواصل المقاومة التصدي لوحشية وهمجية الاحتلال بإسقاط أهداف العدو الواحدة تلو الأخرى، حتى أن دبابات وناقلات جند الاحتلال تتراءى أمام شاشات التلفاز وكأنها توابيت متفحمة عقب استهداف أبطال المقاومة الأشاوس من المسافة صفر.

من ناحية أخرى ارتكبت قوات العدو جرائم حرب جديدة باستهداف قادة المقاومة داخل الأراضي المحتلة وخارجها، من بينها القيادي البارز بحركة حماس وأحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار "صفقة شاليط" صالح العاروري، إلى جانب بعض من مساعديه، جراء انفجار في منطقة المشرفية بضاحية بيروت الجنوبية.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن الضربة نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية ضد مكتب لحركة حماس في المشرفية، ما أدى لسقوط عدد الضحايا. 

وفيما يخص التهدئة، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الثلاثاء، أنه لن يتم إطلاق سراح الرهائن والأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، إلا "بالشروط" التي تحددها الحركة، وبشروط المقاومة وهي الوقف الشامل للعدوان الهمجي على قطاع غزة.

 وقال إن "الحرب وضعت شعبنا وقضيتنا في مرحلة جديدة يدرك فيها العالم، أن لا أمن ولا استقرار في المنطقة إلا بحصول شعبنا على حريته وحقوقه" وفي مقدمتها إقامة الدولة، وعاصمتها القدس، وحق العودة"، مضيفًا أن "الاحتلال بدأ الترويج للانتقال إلى المرحلة الثالثة التي سيسقط فيها العدو مرة أخرى أمام بسالة مقاومينا". 

وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن عدد النازحين الذين التجأوا إلى مراكز الإيواء التابعة لها في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة هربًا من الغارات الإسرائيلية في مناطق سكنهم، يعد "أكثر من أربعة أضعاف طاقتها الاستيعابية"، مضيفة –في بيان لها- أن "متوسط عدد النازحين في ملاجئ أونروا التي تقع في مناطق الوسط والجنوب أكثر من 12 ألف نازح، وهو أكثر من أربعة أضعاف طاقتها الاستيعابية". 


مسئول أيرلندي يتهم المجتمع الدولي بالتواطؤ

خارجيًا تعالت الأصوات منددة بجرائم الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، حيث اتهم بيتر هين (لورد هين)، وزير شؤون الشرق الأوسط، ووزير أيرلندا الشمالية السابق، إسرائيل، ومن معها من الحلفاء، لمواجهة الحقائق، وهي أن محادثات السلام هي الطريق الوحيد للأمام، للتسوية السلمية الشاملة مع فصائل المقاومة خاصة وأن تطرف نتنياهو أدى إلى صعودها بينما فشل قادة إسرائيل المتطرفون في حماية مواطنيهم. 


الأزهر: إسرائيل ترتكب حرب إبادة وتطهير عرقي

من جانبه، قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إن ما يحدث في غزة  حَدَث جلل وأمر خطير ولا يمكن أن يكون حربًا، لافتًا إلى أن الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني لم تعرفها تاريخ البشاعات ولا الشناعات ولا الجرائم من قبل، مشددًا على أنَّ ما يحدث لا يمكن أن يكون حربًا؛ لأنَّ الحرب تقوم بين طرفين متكافئين، وإنَّما ما يحدث هو إبادة جيش مسلح مدجج بأعتى الأسلحة لمواطنين أبرياء، فما نراه يوميًّا ولطيلة أكثر من ثلاثة أشهر هو إرهــاب صريح، وقتل وكراهية، وإبادة جماعية، وتطهير عرقي، واستباحة لدماء المواطنين الأبرياء في ظلِّ عجزٍ عالميٍّ مخزٍ.

وأكَّد شيخ الأزهر أننا نحن المؤمنين بالدين لدينا واجب ومسؤولية أمام الله للدفاع عن الفلسطينيين الأبرياء، وبخاصة بعد ما رأيناه من تخاذلٍ في دعم الشعب الفلسطيني ووقف هذا العدوان الدموي، وفي ظل ما شاهدناه أيضًا من وعي الجماهير حول العالم بحقيقة ما يحدث، وخروجهم في تظاهرات للتعبير عن رفضهم لما يقوم به هذا الكيان المغتصب في حق الفلسطينيين الأبرياء.

وشدَّد شيخ الأزهر على أنَّ الأمر في فلسطين جللٌ وخطيرٌ جدًّا، خاصَّة مع ما نراه من محاولات تطبيع واستساغة مشاهد قتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، حتى وصلت أعداد الشهداء إلى ما يزيد عن 22 ألفًا، بينهم أكثر من 9 آلاف طفل وستة آلاف امرأة، مشيرًا إلى أنَّنا لسنا دعاة حرب وكراهية، ولكنَّنا نقف مع الحق، ونساند الطرف الذي يمارس ضده أبشع الجرائم، مشددًا على أن الإسلام أرسى قواعد للجهاد وحرَّم قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وحتى الاعتداء على الحيوان.