مخاوف من ضغوط دولية لتثبيت أركان "الدعم السريع" في السوان

تصريحات متبادلة للبرهان وحميدتي قبل اللقاء المزعوم

  • 21
الفتح - حميدتي وميليشيات الدعم السريع

تبادل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد ميليشيا الدعم السريع المتمردة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، التصريحات حول الأزمة الحالية، في ذكرى الاستقلال عن الاحتلال البريطاني، تؤكد تمسك كل طرف بموقفه وتحميله للآخر مسؤولية الصراع، الذي أنهك ملايين المدنيين بين قتل وإصابات وانتهاكات وتردٍ في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية.

وجدد "البرهان" استمرار مقاومة ميليشيا الدعم السريع واشترط خروجها من ولاية الجزيرة وغيرها وإعادة الأموال المنهوبة وإخلاء مقار الحكومة قبل إنهاء الحرب، أما حميدتي فتنصل من جرائم ميليشياته بحق السودانيين، وزعم أنه يسعى لمصلحة الشعب وأنه دخل الحرب بهذا الهدف.

وتأتي هذه التصريحات تزامنًا مع اللقاء المرتقب بين البرهان وحميدتي بمشاركة إقليمية أو دولية، وفق بيان منظمة الإيجاد، التي أكدت أن تأجيل اللقاء من أجل مشاركة أوسع لتنفيذ مخرجات قمة سابقة -وافقت عليها أمريكا والاتحاد الأوروبي فقط- التي أقرت 6 نقاط لحل الأزمة أبرزها وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش وميليشيات الدعم السريع والتوافق لحل الأزمة بشكل كامل ونشر قوات إفريقية في العاصمة الخرطوم.

هذه التطورات في السودان تأتي في ظل لقاءات متعددة لقوى مدنية داخلية وحكومات بقائد ميليشيا الدعم السريع، وتوقعات بضغط منظمة الإيجاد وقوى دولية -تدعم ميليشيا الدعم السريع- على الجيش السوداني بقيادة البرهان من أجل قبول حميدتي وميليشياته داخل الواقع السوداني وتقديم تنازلات.

ووسط هذه التجاذبات تستمر معاناة السودان ونزيف شعبه جراء العنف والاشتباكات وانهيار النظام الصحي بالكامل، ما خلَّف قرابة 15 ألف قتيل وتشريد نحو 8 ملايين سوداني وأكثر من 17.7 مليون سوداني يعانون من انعدام تام في الأمن الغذائي، منهم 4.9 ملايين على شفا المجاعة، كما ارتفعت تقديرات إجمالي المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية في عام 2023 من 15.8 مليون إنسان إلى 24.7 مليونًا، وانتشرت الكوليرا في 9 ولايات بالسودان من أصل 18 ولاية، وتدمير أكثر من 200 مبنى تاريخي وإداري وخدمي في الخرطوم، وتوقف أكثر من 19 مليون طالب عن الدراسة، وفقد 4 ملايين عامل وظائفهم، كما انخفضت قيمة الجنيه لأكثر من ألف جنيه أمام الدولار الواحد، وخسارة الاقتصاد السوداني أكثر من 100 مليار دولار حتى نهاية أكتوبر بسبب الحرب.

وفي هذا السياق، قال المهندس أحمد الشحات، الباحث في الشئون السياسية، إن الأصل في أزمة السودان أنه يتعرض لمؤامرة بهدف تقسيم ما تبقى منه، ولابد من فهم كل التفاصيل من خلال هذا المنظور، موضحًا أن دعم أطراف دولية ميليشيا الدعم السريع هدفه الوصول إلى هذا الغرض وهو تقسيم السودان، مبينًا أن الوصول إلى هذا الغرض بطبيعة الحال يأتي بفرض القوة، ولا يأتي لا بالتشاور ولا بالمفاوضة، بل بأحداث مروعة من القتل ومن الترويع وسفك الدماء وتأزم الأوضاع الإنسانية بدرجة تجبر الجميع أن يجلسوا على مائدة المفاوضات.

مضيفًا أنه إذا جلسوا على مائدة المفاوضات لابد أن يفاوض كل طرف بناءً على قوته على الأرض وهذا ما حدث بالضبط.

ونوه الشحات، في تصريح لـ "الفتح"، بأنه بعدما باتت ميليشيا الدعم السريع معها مساحات من الأراضي ومتمكنة من عدد من المواقع الاستراتيجية وأوراق الخوف تعتبر أثناء المفاوضات طرفًا ولا يمكن اعتبارها مجرد ميليشيات ترتكب الجرائم وتسفح الدماء لابد من القضاء عليها ومحاكمتها ومعاقبتها، بل باتت طرفًا قويًا ومؤثرًا على الأرض يتفاوض مع الجيش ويكون أمر واقع وهو ما يُطبق اليوم في السودان.